اوجاع العاشقين
لشاعر صلاح على قطب زهران
في الأربعينِ تفيضُ أنثى فتنةً
وتبوحُ عينُكِ بالسِّحرِ الدفينْ
فيها الأنوثةُ قد ترفّعتِ ارتقى
حُسنُ السكينةِ بعد طولِ أنينْ
لم يَطفِئِ العمرُ الجمالَ وإنّما
صاغَ الملامحَ بالوقارِ الرزينْ
صارَ الحضورُ أعمقًا في سِحرِهِ
وغدا التأمّلُ سيّدَ التكوينْ
في الأربعينِ يكونُ حبُّكِ صادقًا
لا يبتغي زيفًا ولا يتزيّنْ
تعطينَ دفئًا دونَ خوفِ خسارةٍ
وتحبّينَ حبًّا ثابتًا لا يَهينْ
ما عادَ يُغريكِ المديحُ العابرُ
بل فِعلُ قلبٍ صادقٍ ويقينْ
فالعمرُ لا يُنقِصُ الجمالَ إذا سما
بل زادهُ وعيًا وصدقَ حنينْ
كالوردِ إنْ تأخّرَ الإزهارُ فيهِ
دامَ العبيرُ وأوجعَ العاشقينْ
هي حكمةٌ تمشي على قدمِ الهوى
وغرامُ روحٍ ناضجٍ متينْ
إنّ النساءَ إذا بلغنَ تمامَهُنَّ
صرن الجمال وملجأَ الناظرينْ
في الأربعينِ يبلغُ الحُسنُ المدى
وتعودُ للأنثى ملامحُ دينْ
اوجاع العاشقين


