التزكية بإزالة الشر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه والشكر على توفيقه وإمتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما مزيدا أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التربوية والتعليمية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي أن النفس والأعمال لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكيا إلا مع ترك الشر، فالتزكية وإن كان أصلها النماء والبركة وزيادة الخير فإنما تحصل بإزالة الشر، فلهذا صار التزكي يجمع هذا وهذا، فأصل التزكية في كتاب الله وسنة رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم، بطاعة الله وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو سبيل الله ودينه وصراطه المستقيم، وبذلك زكاة الأنفس وصلاحها وفلاح الخلق وعزهم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” ومن تزكي فإنما يتزكي لنفسه وإلي الله المصير ”
واعلموا يرحمكم الله إن في العلاقات الأسرية لن ينال الابن بر والديه حتى يترفق معهما في الحديث، ويختار من الكلام ألينه، ومن تعامل مع الناس في بيع وشراء، وجب عليه أن ينتهج التيسير هديا له، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى” ومن كان له دين على الناس فلييسره عليهم لعل الله أن ييسر عليه، حيث قال تعالى ” وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة” فإن التيسير على عباد الله سبب لنيل التيسير من الله في الدنيا والآخرة، فمن كان رحيما بالناس ولا يشق عليهم فيرحمهم يسر الله عليه أمره في الدنيا والآخرة، حيث قال الله سبحانه ” فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى” ومن شق على الناس شق الله عليه، فقال تعالى ” وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من شاق شاق الله عليه” وإن الحاصل من مجموع الأحاديث النبوية الشريف التي نقلت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، تدل علي أن رد السلام على حامل السلام ليس بواجب بل هو مندوب إليه، وقال ابن حجر قال النووي في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام ويجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة، وتعقب بأن بالوديعة اشبه والتحقيق من الرسول إن التزمه أشبه الأمانة وإلا فوديعة، والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء، قال وفيه إذا أتاه سلام من شخص أو في ورقة وجب الرد على الفور، وقال ويستحب أن يرد على المبلغ، واستدل بالحديث الأول والثالث، قال ولم أري في شيء من طرق حديث عائشة أنها ردت على النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنه غير واجب، وكما أن من آداب السلام في الإسلام هو تقديم تحية المسجد.
على السلام من بالمسجد، فالداخل للمسجد يستحب له أن يقدم تحية المسجد قبل تحية أهلها، وفي حديث المسيء في صلاته ما يدل لذلك، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى” وقال ابن قيم الجوزيه ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم، وقال ابن قيم الجوزيه ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله، فإن تلك حق لله تعالى، والسلام على الخلق حق لهم، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم، ثم ساق حديث المسيء في صلاته.
مستدلا به على قوله، وقال فأنكر عليه صلاته، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة، فتبين من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي أن السنة في تقديم تحية المسجد على السلام على أهله، فاللهم أبرم لأمة محمد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء، واللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، واللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
التزكية بإزالة الشر


