الرئيسيةمقالاتيتيم الوالدين
مقالات

يتيم الوالدين

يتيم الوالدين

هنا نابل | بقلم المعز غني

(يتيم الوالدين)…!

غادرونا …

ورحل معهم دفء البيوت ، وسكن الصمت أركان الديار .

أصبحت الجدران باردة ، والنوافذ شاحبة ، والذكريات وحدها ما تزال تنبض بالحياة .

رحلت الأم … ذلك القلب الذي كان يتّسع للجميع ،

ورحل الأب … ذلك السند الذي كنا نستظل بظله دون أن نشعر بثقل الدنيا .

لم ولن أنسى جمال أيامٍ عشتها بين أيديهما ،

أيامًا بسيطة في شكلها ، عظيمة في معناها ،

كانت الضحكة فيها صادقة ، والخوف مؤجَّل ، والحياة أرحم .

تمرّ بنا الأيام مسرعة ، لكنهم لا يمرّون … يسكنون القلوب ، ويقيمون في تفاصيلنا ، نذكرهم عند الصباح ، وفي لحظات الضعف .

ونقف عند القبور الهادئة نحدّث أرواحًا طاهرة زكية أحببناها بصدق ، أرواحًا سبقتنا إلى أجل بعيد ، وتركَت فينا حنينًا لا يهدأ .

ربي، أجمعنا بهم في جنّتك ، حيث لا فراق بعده ، ولا وجع ، ولا دمعة شوق ، فهذه حياة فانية ولن يدوم فيها إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام .

ملخّص الحياة… كما تعلّمته من الفقد:

صحّة البدن : هي رأس مالك في الدنيا ، فإذا وهنت ، وهنت معك كل الأشياء .

الحب : لا يُستجدى ، يأتي بطبيعته ، ومن أحبّك بإخلاص لن يتخلّى عنك مهما أشتدّت العواصف .

الأصدقاء والزملاء : مواقف تُختبر عند الشدائد ، لا صور ولا إعجابات في عالم إفتراضي إسمه فيسبوك .

المال : رزق من عند الله ، أقسام تُساق ، لا تُقاس بقيمتك ولا بإنسانيتك.

السماح : قوّة القلب ، لا ضعفًا ولا نفاقًا ولا تملّقًا.

المظاهر : خدّاعة … يا مزين من برّا ، شحالك من داخل.

التجارب : تكسرك أحيانًا ، لكنها في العمق تصنعك ، تضعفك لتقوّيك.

كلام الناس : لن ينتهي أبدًا ، فأختر سلامك وأتركهم يقولون.

وفي الختام …

عندما يحلّ أجلنا ، ونغادر هذه الحياة الفانية في أيّ لحظة ،

لن نأخذ معنا سوى أثرٍ طيّب ، ودعاءٍ صادق ، وقلبٍ لم يحمل حقدًا 

لذا يا ناس … أحبّوا بعضكم البعض وتمنّوا الخير لبعضكم البعض 

فالحياة لا تدوم لأحد ، مهما طال العمر .

اللهم نسألك حسن خاتمتنا ، وطمأنينة عند الرحيل وجبرًا لمن فقد 

وجبرًا لمن فقد ،ولقاء لا فراق بعده .

يا ربّ العالمين.

عاشق الترحال وروح الاكتشاف

يتيم الوالدين

يتيم الوالدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *