سيف الشرع هو سيف السياسة
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد
في البداية خلق الله عز وجل الإنسان لعبادته و سخر له مقومات الحياة و منحه العقل و التفكير حتى لا بنزلق في دوامة التكفير فمعرفة الحق نعمة و الانغماس في الشر نقمة و تستمر الحياة في النقيض هكذا ٠٠
و عندما يحاول الإنسان في البحث عن الحقيقة و يستخدم كل الأدوات المعنوية و المادية مطية للوصول إلى مأربه بعد تأملات متوالية يتوقف حائراً أمام حواجز تمنعه ، ربما فرضتها عليه الظروف أو الفهم الخاطىء من صنع البشر دون استخلاص الحكمة من وراء النص الديني ٠٠
فيحاول الاستمرارية من جديد بين حالة رضا و غضب و تمرد و ثوران و شك حتى يصل إلى التكاليف الإلهية الصحيحة ، بعيدا عن سطوة الذين فوضوا أنفسهم رقباء على ضمائر الناس و يتكسبون من بضاعتهم فيخوفون الناس من هذا الصنف عنوة و تهديدا بالبدعة و الشرك و يتم نبذ كل هذه المقدمات المنطقية في تناول القضايا و معايشة الأحداث لأحد كل مفيد و قيمة من معادلة الحياة ٠
لكن يظل من يحمل كلمة أشد من السيف على رقاب المختلف معه ، فالاختلاف و الخلاف سنة فطرية طبيعية سليمة إذا ما تم طرحها و مناقشتها بالدلائل الدامغة ثم التخيير دون إجبار من أجل التغيير المحمود و المسموح و المصرح به ٠٠
فكل من يفكر هو خطر على أباطرة الدين و السياسة معاً ً٠
فيتم استخدام فزاعة لطمس نور الحقيقة فكل الأحكام على رقاب الناس هي من سيوف السياسة تحت عباءة الدين للتخلص من العقل الذي ينغص مسيرة كل هؤلاء ٠٠
و في النهاية لماذا لا نقدم رؤية كاشفة بأسلوب حسن سواء في الدعوة بالحكمة إلى الدين و بحرية الرأي و التعبير في السياسة و إعمال الحوار و المناقشة كي تثمر النتائج في كل اللقاءات ٠٠
فنحن لسنا مخولين لقتل الأخر و المختلف معه بل ندعوه ثم هو وشانه لطالما لا يضرنا في مسيرتنا أما الوصاية و التسلط على عقول و الطعن في ضمائر ونوايا الناس فهذا مرفوض شكلا و مضمونا ٠٠
فالله الحق العدل الحكم خلق الناس و منحهم العقل و التمييز و فرض التكليف و لم يأمر أحدا أن يقتل الناس تحت مظلة السياسة بالدين و العكس حتى يكون التبرير في ارتكاب الجرائم ضد هذا النوع من شركاء الإنسانية ٠
فكن كلمة طيبة و انشغل بنفسك فسوف تحاسب على كل إهانة و نقطة دم تم جنايتها في جنب كل نفس انتصارا لفريقك و جماعتك و حزبك فقط ميتخدما أساليب فجة قولا و عملا ٠٠
فكل هذه الأباطيل لا تنال بها قُربة بلا عداوة و نشر الفساد في الأرض و ترويع الناس من أجل فهم خاطىء للنصوص و تطبيقها برغبتك فالناس احرار خلقهم الله و هو الذي يحاسبهم بعد منحهم العقل و الرسل و معهم الكتاب و انت مجرد ناصح أمين فلا تعكر صفو الحياة ٠٠
و تكون سيفاً للسياسية مغلفاً ببريق الدين ، و بهذا تخدع الناس ممارسة باطلة ، و أنت في الحقيقة مراوغ تجني مكاسب من وراء كل هذا و ذاك لعبة متناوبة الأدوار و متوارثة ليست بجديد ٠٠
و الخلاصة: سيف الشرع / الدين هو سيف السياسة في حصاد رقاب الناس و تكميم ألسنتهم و تجميد عقلهم و تجميل المتسلط عليهم من أجل التبرير دائما ٠
سيف الشرع هو سيف السياسة


