الرئيسيةمقالاتالحضارة الإسلامية والجوانب المادية والمعنوية
مقالات

الحضارة الإسلامية والجوانب المادية والمعنوية

الحضارة الإسلامية والجوانب المادية والمعنوية

الحضارة الإسلامية والجوانب المادية والمعنوية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره من علينا بواسع الفضل وجزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه كتب الفلاح لمن اتبعه واحتكم إلى شرعه، ففاز في الحال والمآل صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الحضارة الإسلامية ويقصد بها أنها مجموعة الجهود المبذولة من خلال العلماء المسلمين، وأدت إلى إخراج نظريات ناجحة في التكنولوجيا والعلوم على مستوى العالم، وسيطرت الحضارة الإسلامية على مجال العلوم منذ القرن الثالث للهجرة حتى القرن الخامس للهجرة، كما شملت الحضارة الإسلامية مختلف الجوانب المادية والمعنوية.

وكرست نفسها لتسهيل التقدم والتطور، حتى قيل فيها إنه لا توجد حضارة في الوجود قدمت للبشرية ما قدمته الحضارة الإسلامية، وقيل أن الحضارة هي عبارة نتاج الجهد الذي يطبقه الإنسان لتحسين وتطوير ظروف حياته ومعيشته، سواء كان الجهد المبذول ماديا أم معنويا أو مقصودا أم غير مقصود، فالحضارة الإسلاميّة هي حضارة تقوم على الإسلام حيث إن الفكر الإسلامي هو الذي بناها وشيدها، وهي حضارة إنسانية تشمل مختلف جوانب الحياة، كما أنها حضارة ربانية تعود إلى العلم الذي جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد استفادت الحضارة الإسلامية من مختلف الحضارات السابقة في قيامها وقد تفوقت عليها، فرفعت من شأن الشورى، والعدالة، والمساواة، والحرية، ومختلف الحقوق الإنسانيّة، ويمكن القول إن الحضارةَ الإسلامية هي حضارة. 

نتجت من تفاعل مجموعة الثقافات الخاصة بالشعوب التي دخلت في دين الإسلام، كما أنها خلاصة تفاعل الحضارات الموجودة في المناطق التي وصل إليها الإسلام أثناء الفتوحات الإسلامية، فنحن فى هذه الايام في حاجة إلى الأمم الحديثة نستورد منها مستجدات العصر من تكنولوجيا الاتصالات، وما استحدث في عالم السفر والمواصلات، وما ظهر في عالم الطب والمعلومات، ولكن اعلموا علم اليقين أن عندنا أغلى تكنولوجيا في الوجود يحتاج إليها العالم أجمع، ولا صلاح للعالم إلا بها، فلا صلاح له بتكنولوجيا صناعية، ولا بتنبؤات مستقبلية، ولا بغزوات فضائية، ولكن صلاح العالم بالأخلاق القرآنية، والقيم الإسلامية، والمبادئ النبوية، ولقد روي عن حذيفة بن قتادة أنه قيل لرجل كيف تصنع في شهوتك ؟ قال ما في الأرض نفس أبغض إلي منها فكيف أعطيها شهوتها ؟” 

ودخل ابن السماك على داود الطائي حين مات وهو في بيت على التراب فقال داود سجنت نفسك قبل أن تسجن وعذبت نفسك قبل أن تعذب فاليوم ترى من كنت له تعمل” وإن التكنولوجيا الراقية هي الأخلاق القرآنية، والقيم الإسلامية، والمبادئ النبوية، وهي التي لم يجدونها إلا عندكم جماعة المؤمنين، فتكنولوجيا الغرب والشرق تعلمهم الأثرة، وتعلمهم الأنانية، وتعلمهم التنافس والصراع، وتعلمهم العمل على إنشاء الصراعات والحروب ليروجوا أسلحتهم، ويبيعوا بضاعتهم، أما الأخلاق القرآنية، هى أخلاقكم الإسلامية من الحب والود والإيثار والإحسان، والرحمة واللين، والعفو والصفح والتسامح وما لا نهاية له من الأخلاق الكريمة هذه تكنولوجيا العالم كله يحتاج إليها، ولم يجدها إلا في كنزكم القرآن الكريم، ولم يجدها إلا في معرضكم إذا تجملتم بها فأنتم معارض القيم الإلهية. 

وأنتم فترينات الأخلاق النبوية، وأنتم أسواق التعاملات السهلة السمحة الودية، والبشرية كلها تحتاج إلى من ينزع الأحقاد، وينزع الشرور، ويزيل فتيل البارود الذي في الصدور، ولن يكون ذلك إلا في نور الله، وفي نور كتاب الله، وفي نور رسول الله صلى الله عليه، ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله نبينا محمد، فقد أمرنا بذلك ربنا، فاللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

الحضارة الإسلامية والجوانب المادية والمعنوية

الحضارة الإسلامية والجوانب المادية والمعنوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *