الرئيسيةمقالاتعندما تخرج النار من الحجاز
مقالات

عندما تخرج النار من الحجاز

عندما تخرج النار من الحجاز

عندما تخرج النار من الحجاز

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن هناك رجل بمائة رجل وهو يسمى بالرجل المائة، وهو يعيش همّ الأمة وما أصابها من غمّة، وأمور مدلهمة فيرى بعين الحسرة ما وقع بها من تخاذل وإنحدار وذلة وإنكسار وإستكانة وصغار حتى أصبحت ويا للأسف في ذيل القافلة يتنافس عليها أعداؤها كما تكالب الأكلة على قصعتها وغدت حما مستباح ودما رخيصا، وكرامةً مهدرة فما يكاد يبرأ لها جرح حتى ينكأ لها آخر، أنىّ إتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوص جناحاه، وانبرى ينادي لا عزّة إلا بالجهاد، فحدّث نفسه بالغزو وأعدها له وعاش الجهاد بعواطفه ومشاعره.

ودعائه ودعوته وماله ونفسه والجود بالنفس أقصى غاية الجود، وقال تعالى “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ” وجهّز الغزاة على البغاة من ملل الكفر والعناد والزيغ والفساد، فعن زيد بن خالد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من جهّز غازيا في سبيل الله، فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ” فإذا حضر الرجل المائة أغناك الله به عن المائة، فإنه إذا حضر الماء بطل التيمم، وكما ذكرت المصادر الإسلامية أن من علامات الساعة الصغري هو خروج نار من الحجاز والدليل عليها ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال. 

 

“لا تقوم الساعة حتي تخرج نار من أرض الحجاز تضيئ أعناق الإبل ببصري” وأيضا من العلامات هو ظهور مدّعي النبوة، وقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن الساعة لا تقوم إلا بظهور الكذابين الذين يدّعون النبوة، فقال صلي الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي” وقد ظهر عدد منهم في أواخر حياة النبي صلي الله عليه وسلم، منهم مسيلمة الكذاب في منطقة اليمامة، والأسود العنسي في اليمن، وسجاح من قبيلة بني تميم، وادّعى البعض النبوة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، فظهر بعضهم في عهد ابن الزبير، وأيضا من العلامات هو فتح بيت المقدس وذلك لما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ” اعدد ستا بين يدي الساعة، موتي ثم فتح بيت المقدس” 

وفتح بيت المقدس في خلافة عمر بن الخطاب وفي زمن صلاح الدين الأيوبي، وكما أن من العلامات هو فيض المال وكثرته وقد ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلي الله عليه وسلم منها قوله ” لا تقوم الساعة حتي يكثر فيكم المال، فيفيض حتي يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتي يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي” وإن المجتمع الذي يشيع فيها الظلم، وإعتداء الناس بعضهم على بعض، من أكل أموال الناس بالباطل، والنيل من الأعراض، والحسد والتباغض، والفرقة والإختلاف، وركون إلى الدنيا، فتكون العقوبة الإلهية هنا علاجا لتلك الأمراض، وسببا لتزكية النفوس، كما يكون لها أثر كبير في حث الناس على العمل الصالح والمبادرة لفعل الخيرات وترك المنكرات، وإذا عرف الإنسان هذه السنة الإلهية في المجتمعات، وأيقن بتحققها. 

فلا شك أن ذلك سيمنعه من التهاون في حقوق الخلق، والحذر من ظلمهم في دم أو مال أو عرض، سيضفي الأمن والأمان على مثل هذه المجتمعات، لأن أهلها يخافون عقاب الله من أن ينزل عليهم، فلا تحاكم إلا لشرع الله، ولا تعامل إلا بأخلاق الإسلام الفاضلة، فلا خيانة ولا غش ولا ظلم، إذن أنه لا شيء يمنع النفس من ظلم غيرها في نفس أو مال أو عرض، إلا من العقوبة الإلهية، وإعطاء كل ذي حق حقه، وإنصاف المظلوم ممن ظلمه، والحذر من الدنيا والركون إليها.

عندما تخرج النار من الحجاز

عندما تخرج النار من الحجاز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *