الرئيسيةمقالاتمن أين لك هذا
مقالات

من أين لك هذا

من أين لك هذا

من أين لك هذا؟

بقلم: وليد وجدي

«من أين لك هذا؟»

جملة شائعة على كل لسان عاطل، أو فاشل، أو حاقد، تُلقى جزافًا على كل شاب أو رجل ناجح في عمله، ناجح في حياته، ناجح بعد سنوات طويلة من التعب والكفاح. سنوات دفع ثمنها من عمره ووقته، فالوقت الذي يُسرق منه العمر، ويسلب منه رائحته وطعمه.

يعمل ليلًا ونهارًا، وأمامه حلم واحد: الوصول إلى أهدافه وإثبات ذاته. يحرم نفسه من كثير من متاع الحياة، وأحيانًا ينسى أسماء الأيام، وربما تغيب عنه تفاصيل كثيرة، لكنه صبور، مثابر، يسعى ليصل إلى مبتغاه… حلم الحياة الكريمة، من أجل أسرته، حفاظًا عليهم من قسوة الأيام القادمة، ومن ظلم مستقبلٍ قد يكون أشد قسوة على أبنائه.

وما وصل إليه لم يكن إلا بفضل الله، ثم بجهده واجتهاده، في ظل ظروف قاسية. يعمل بإخلاص، لا يجلس في مجالس السوء، لا يتنمر على أحد، لا يُسيء للناس، ولا يعرف المستحيل طريقًا إليه.

ورغم ذلك، تُطلق عليه اتهامات بلا وجه حق ولا دليل ملموس:

مرة تاجر آثار، ومرة تاجر مخدرات، ومرة لص أو مختلس!

اتهامات جاهزة تريح ضمائر أصحابها العاجزين عن الفعل.

ذلك الرجل صاحب الملابس الأنيقة، والرائحة العطرة، ليس نتاج كسل أو راحة، بل هو حصاد تعبٍ وجهدٍ وعرقٍ وسهر ليالٍ طويلة.

راجعوا أنفسكم قبل اتهام الناس بالباطل.

ومن صعيدٍ آخر، ظهر وجه جديد على مجتمعنا الشرقي والديني، وهو الكسب غير المشروع. كيف أصبحنا نقبل الربا بهذه البساطة؟ ربا يصل إلى 60% خلال شهر أو أكثر!

أين العقل؟ أين الوعي؟ أم أصبح التفكير منعدمًا؟

نفوس مريضة تجمع أموال الربا في سنوات قليلة، فتتحول إلى «رجال أعمال» دون نقطة عرق، بينما يُحاصر الشباب الشقيّ المجتهد، ويُطارد من أناس هم أحقر من ذلك الفعل نفسه.

قال الله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾

صدق الله العظيم

رسالتي لكل شاب:

راجع نفسك، وكن أنت.

حاول مرة، ومرات، وكرر المحاولة.

الحلم ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج صبرًا، وإيمانًا، وعملاً شريفًا.

من أين لك هذا

من أين لك هذا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *