زيارة غوتيريش لميناء أوديسا وهو واحد من ثلاثة موانئ أوكرانية معدة لتصدير الحبوب
زيارة غوتيريش لميناء أوديسا وهو واحد من ثلاثة موانئ أوكرانية معدة لتصدير الحبوب
متابعة/ أيمن بحر
وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لفيف غربي أوكرانيا حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية إنه المقرر أيضًا أن يزور غوتيريش يوم السبت مركز التنسيق المشترك في إسطنبول الذي
يضم مسؤولين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة للإشراف على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود.
زيارة هي الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فماذا يحمل المسؤول الأممي في جعبته خلال زيارته وهنا يقول آصف ملحم مدير مركز جي سي إم للدراسات ومقره موسكو إن هناك 4 ملفات هامة في حقيبة المسؤول الأممي لمناقشتها مع الرئيس الأوكراني.
زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أوكرانيا ستشمل اجتماع ثلاثي مع الرئيس الأوكراني والتركي لبحث ملف اتفاق الحبوب الذي تم إبرامه مطلع الشهر الجاري.
في السياق أوضح مدير مركز جي سي إم للدراسات ومقره موسكو خلال تصريحاته أنه سيتم مناقشة الشق الثاني من الاتفاق وهو إمكانية إزالة القيود المفروضة على تصدير المواد الزراعية والأسمدة الروسية بغية تسهيل وصولها إلى الأسواق العالمية.
وهذا الموضوع كان قد بحثه غوتيريش سابقاً مع وزير الدفاع الروسي في محادثة هاتفية حيث اقترح الأول تخفيف القيود المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة من روسيا وبيلاروسيا ولقد أبدت تركيا استعدادها للعمل في هذا الاتجاه بغية التوصل إلى حل مناسب.
وأضاف آصف ملحم أن زيارة غوتيريش لميناء أوديسا وهو واحد من ثلاثة موانئ أوكرانية معدة لتصدير الحبوب تهدف إلى التأكد من تطبيق اتفاق إسطنبول وصمود هذا الاتفاق في المستقبل لأن هذا سيساهم في التخفيف من آثار الأزمة الغذائية العالمية التي ضربت الكثير من الدول الفقيرة.
أزمة جديدة تضاف إلى قاطرة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حيث تبادل الطرفان اللوم في قصف وقع قرب المحطة النووية في شرق أوكرانيا والتي سيطرت عليها موسكو في المراحل الأولى من عمليتها العسكرية ولا يزال يدير المحطة فنيون أوكرانيون.
في السياق يقول مدير مركز جي سي إم إن هذا الملف سوف يركز غوتيريش جهوده على البحث عن آلية لوصول مفتشي الوكالة الدولية للطالقة الذرية إلى المحطة النووية والتأكد من أن عمل المحطة يجري وفق المعايير الدولية ذات الصلة، خاصة أن الأمم المتحدة أكدت بأنهم سيأتون عن طريق الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
واقترحت الأمم المتحدة سابقًا المساعدة في تسهيل زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى زابوريجيا من كييف لكن روسيا قالت إن أي مهمة تمر عبر العاصمة الأوكرانية خطيرة للغاية.
وهنا يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف إن ملف المحطة النووية يشكل أهمية كبرى في رحلة أكبر مسؤول أممي إلى أوكرانيا نظرًا للقصف المستمر من جانب كييف على المحطة.
وفي هذا الملف أوضح بلافريف خلال تصريحاته أن البحث سيتركز على ما حدث في قرية أولينوفكا بتاريخ 29 يوليو الماضي عندما تم قصف سجن لأسرى الحرب الأوكرانيين من الفوج آزوف حيث أشارت جميع الدلائل إلى تورط كييف وليس موسكو في هذا القصف.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعلن سابقاً عن إرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق في قرية أولينوفكا لذلك فإن جزء من هذه المحادثات سيتركز على آلية عمل هذه البعثة وتأمين الظروف المناسبة لقيامها بمهمتها.
وتعهدت الحكومتان الروسية والأوكرانية بمعاملة أسرى الحرب وفقًا للقانون الدولي لكن اتهمت الجماعات الحقوقية الجانبين بارتكاب انتهاكات بحقهم رغم أن الجانبين أعضاء في اتفاقية جنيف الثالثة والتي تحدد حقوق أسرى الحرب.
في هذا الملف يقول ملحم إن الجانب الأوكراني هو من وجه الدعوة لغوتيريش وهذا في الواقع يوحي بأن الجيش الأوكراني يعيش أوضاعاً سيئة جداً والبحث عن حل سياسي أصبح أمراً ملحاً للغاية؛ فآثار الأزمة الأوكرانية طالت العالم كله وفاقت كل التوقعات!
علاوة على ذلك أعلنت عدة مقاطعات أوكرانية شرقية نيتها إجراء استفتاءات بهدف الانفصال عن أوكرانيا وهذا حق تضمنه القوانين الدولية لذلك سيطلع الأمين العام على وجهة نظر الطرف الأوكراني والمقترحات والحلول الممكنة وسيتم نقل هذه المقترحات لاحقاً إلى الجانب الروسي وبالتالي العمل على تشجيع الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد للعنف الدائر في أوكرانيا.