الدكروري يكتب عن السياسة بين الأزواج
الدكروري يكتب عن السياسة بين الأزواج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من حقوق الزوجة علي زوجها هو أنه علي الزوج أن يزيد على إحتمال الأذى بالمداعبة والمزاح، فهي التي تطيب قلوب النساء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح معهن وينزل إلى درجات عقولهن في الأعمال والأخلاق، حتى أنه صلى الله عليه وسلم كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها في العدو فسبقته يوما وسبقها في بعض الأيام فقال لها “هذه بتلك” وروى الإمامان البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائة وأنا أنظر إلي الحبشه يلعبون في المسجد، حتي أكون أنا الذي أسأم، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة علي اللهو ” فعلى الرغم من كل مسئوليات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعباء الدعوة وأعباء تأسيس الدولة الإسلامية وغير ذلك.
إلا أن لديه وقت يقضيه مع السيدة عائشة في تسليتها، بل وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك باب من أبواب التفاضل بين المسلمين فقال فيما صح عنه فقال”خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن المسلم كنسمة الهواء التي تمر على الأغراب فتنعشهم، وعلى الأهل فتحييهم، والسياسة معها إذا تبسط الرجل في الدعابة وحسن الخلق والموافقة باتباع هوى المراة فإنه يفسد خلقها وتسقط بالكلية هيبته عندها، ولذلك فمن المطلوب من الرجل أن يراعي الاعتدال، وهو بشوش وحسن الخلق ويداعب زوجته ويمازحها، ولكن إذا رأى ما يخالف الشرع والمروءة يفزع إلى الهيبة وإلى الانقباض ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات البتة، ولذلك فمن أعظم الأخطاء.
التي يقع فيها الرجل مع امرأته أن يصبح تابعا، فإن ربنا تبارك وتعالى في سورة يوسف سمى الزوج سيدا فقال” وألفيا سيدها لدى الباب” والله عز وجل قد ملكه هذه المرأة وجعله قائما على أمرها، فإذا انقلب السيد عبدا مسخراً وملك هو نفسه للمرأة فهذا قلب للأوضاع وتغيير لخلق الله ولفطرة الله التي فطر الناس عليها، فالسياسة الزوجية أن تخلط الغلظة باللين، والفظاظة بالرفق وكل في موضعه، فبالعدل قامت السماوات والأرض، وكل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فكن طبيبا، فالنساء فيهن شر وفيهن ضعف، فالسياسة والخشونة علاج الشر، والرحمة والمطايبة علاج الضعف، والطبيب الناجح هو الذي يقدم العلاج المناسب للمريض المناسب في الوقت المناسب، ولا تنسي أن النبي الذي كان يمازح نساءه ويداعبهم.
هو الذي هجر أزواجه شهرا حينما أردن من متاع الدنيا وخيرهن بين أن يعشن معه هذه الحياة البسيطة المتقشفة أو أن يطلقهن، فتلك هي السياسة، لا تكن سهلا فتعصر ولا صلبا فتكسر، فيا أيها الزوج، إن أكرمتها فأنت تكرم نفسك، فهي تحمل اسمك، وإن أسعدتها فأنت تغمر بيتك بعبير السكينة والهدوء والسعادة، تنتظرك لتقوم بخدمتك، فهل انتظرتها بعض الوقت وهي تلملم شتات قلبها الممزق لتتعلم كيف تحبك بطريقة لا تجعلها تستقل قطار الندم والحسرة دائما؟ تتذكر كل أحبتك، هلا تذكرتها يوما بهدية تثبت لها فيها أنها ما زالت المرأة الأجمل في حياتك؟ وإن بعض الشباب يقول علي أن أنعزل لوحدي لأهتم بتربية نفسي، وهذا غير صحيح فالجماعية مهمة للتربية الذاتية لأمو أولا فهناك أمور جماعية.
لا يمكن أن تؤديها إلا من خلال الجماعة، كمشاعر الأخوة والتعاون والإيثار والصبر على جفاء الآخرين، وإن من خلال الجماعة تجد القدوة الصالحة وهي مهمة للتربية، وإن من خلال الجماعة تجد القدوة السيئة وهي أيضا مهمة للتربية فحين ترى فردا سيء الخلق تدرك كيف يخسر الآخرين، ومن ثم تدرك شؤم سوء الخلق، وترى إنسانا كسولا فتدرك أثر الكسل والتفريط، إذن أنت تحتاج إلى القدوة السيئة لا تلازمها وتعاشرها لكن عندما ترى هذا النموذج تجتنبه، وكما يجب عليك اكتشاف أخطاء النفس، وترويضها، فالإنسان الذي يعيش في عزلة يكون في الأغلب إنسانا حادا في تعامله مع الآخرين، مثاليّا في أحكامه وفي المشروعات التي يطرحها وعندما ينتقد الآخرين وعندما يوجههم، فهو مهما امتلك من القدرات تبقى لديه جوانب قصور واضحة، من خلال العزلة والسياج الذي فرضه على نفسه، ومن هنا نقول لابد من الجماعة في التربية الذاتية.