عبد الرحمن أبو هريرة
عبد الرحمن أبو هريرة
بقلم / هاجر الرفاعي
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله مع الصحابي الجليل أبو هريرة وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان إسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسميت في الإسلام عبد الرحمن وإنما كنوني بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما لأهلي، وإذا أولاد هرة وحشية فجعلتها في كمي فلما رجعت عنهم سمعوا أصوات الهرة من حجري فقالوا : ما هذا يا عبد شمس ؟ فقلت : أولاد هرة وجدتها قالوا فأنت أبو هريرة فلزمتني بعد، وقد ولد رضي الله عنه في بادية الحجاز في العام التاسع عشر قبل الهجرة، وأمه هي : ميمونة بنت صبيح، وقد أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي.
وكان عمره حينما أسلم حوالي ست عشرة سنة، وشهد خيبر، ومنذ إسلامه لم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربع سنوات وأصبح من أكثر الصحابة رواية لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتفرغ للعلم ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن من يتأمل مسار حياته رضي الله عنه، وينظر في إسلامه وطلبه للعلم، يجد عجبا من العجب ويجد رجلا لا كالرجال، جمع إمامةَ العلم، مع إمامة الحفظ، مع إمامة الجهاد، والصدقة والصيام والقيام، و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع أن أبا هريرة رضي الله عنه، أسلم متأخرا وما صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلا أربع سنوات فقط إلا أنه سبق فئاما أسلموا قبله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، يسميه أبا هر، ويقول له : “الذكر خير من الأنثى” رواه الحاكم، وأبو هريرة رضي الله عنه، حمل عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في كثرته، حتى بلغ ما رواه من الأحاديث خمسة آلاف وثلاثَمائة وأربعة وسبعين حديثا، وروى عنه خلق كثير من الصحابة، والتابعين وحتى بلغ عدد أصحابه ثماني مائة، كلهم يغرفون من بحره، ويردون حوضه، وقد دعته السيده عائشة أم المؤمنين يوما فقالت له : “يا أبا هريرة، ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدّث بها.
عن النبي صلى الله عليه وسلم هل سمعت إلا ما سمعنا؟ وهل رأيت إلا ما رأينا؟“ فقال لها : ” يا أمّاه، إنه كان يشغلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني والله ما كان يشغلني عنه شيء” رواه الحاكم، ويقال أن رجلا جاء إلى طلحة بن عبيد الله، فقال : يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم، أم هو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؟ فقال طلحة : أما أن يكون سمع مالم نسمع فلا أشك، سأحدثك عن ذلك إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل، كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار وكان مسكينا.
ضيفا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده مع يده، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع، ولا تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل” ولم يبلغ أبو هريرة رضي الله عنه هذه الرتبة العظيمة من الرواية والدراية إلا بالتعب والجوع والنصب، وصدق القائل عندما قال : لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبر” ولقد حدّث رضي الله عنه عن شيء من الشدة التي لقيها في ذلك، فقال : خرجت يوما من بيتي إلى المسجد، فوجدت نفرا فقالوا : ما أخرجك؟ قلت الجوع، فقالوا و: نحن والله ما أخرجنا إلا الجوع، فمضينا فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : “ما جاء بكم هذه الساعة؟ فأخبرناه، فدعا بطبق فيه تمر.
فأعطى كل رجل منا تمرتين، فقال : “كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء، فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا” قال : فأكلت تمرة وخبّأت الأخرى، فقال : يا أبا هريرة لما رفعتها؟ قلت لأمّي، قال : “كلها فسنعطيك لها تمرتين” رواه البيهقي.