تتسارع وتيره أحداث الحياة من حولنا ولكننا اكتشفنا وحشا يعيش معنا، الا وهو الفساد الذي يلقي بظلاله على كافه جوانب حياتنا، لقد ظهر هذا الوباء منذ فتره طويله ، ولكن توطدت جذوره في بدايه الثمانينات وعلى مدار أكثر من أربعين عاما، يزداد ضراوة.
فعلى المستوى الاقتصادي نجد أننا نسير ببطء شديد ولا نتحرك، في حياتنا كأفراد لابد من رشاوي أو مصالح خاصه مقابل تنفيذ ما تريد ، كذلك تعطيل أحكام القضاء وعدم تنفيذها، وهذا مؤشر خطر كذلك ضرب العدالة بين العاملين في القطاعات الحكومية في الأجور فلا توجد نسبه ولا تناسب .
حتى عندما تقوم الجهات التي تدير الشؤون المالية للدولة بتعويم العملة أو رفع أسعار بعض السلع فانها لا تنتهج الأسلوب السليم حيث أن أي تغيير في قيمه العملة المحلية من العملة الأجنبية لابد من تعديل الأجور حتى يتم الحفاظ على التوازن .
كذلك نجد موظفون رواتبهم لم تزيد منذ عام 2014 والحكومات سواء كانت عقاريه أو غيره تكون على أساسي 2022، أنها الكوميديا السوداء بعينها لا اجد لها كلمة معبرة سوى أنها مهزله ، وحتى الآن مع الزيادات السرطانية في أسعار السلع وأسعار الوقود، والمطلوب أن يتحمل الجميع في الوقت الذي تزداد فيه دخول أصحاب الأجور المرتفعة ولاعبي الكره وما يسمى الفنانين دخولهم تتحمل ارتفاع الأسعار دون معاناة اما المواطن المطحون فعليه أن يحمدالله أنه يتنفس.
لماذا لا تسعى الحكومة إلى توجيه المواطنين بتحويل منازلهم الى وحدات إنتاجية كما يحدث في الصين مع توفير التدريب اللازم والمواد الخام كل محافظه حسب طبيعتها بذلك سيتحرك الإنتاج بشكل ايجابي، اذا ازدادت الدخول ستقل الحاجه إلى الرشاوي، جانب آخر من الفساد وهو المخدرات المنتشرة بشكل كبير بحيث اذا بحثت عن مخبز او مكان لبيع الخضروات قد تعاني إنما المخدرات تجدها متوفرة وبسهوله وبأسعار في المتناول.
هذه آفة المجتمع وهي لا تقل خطورة عما سبق في هذا في راي اخطر ما فعله نظام سابق في الحكم ، عاش يحكم أكثر من ثلاثين عاما كان همه الأول والأخير الحفاظ على كرسي السلطة فقط وعلى اثر ذلك ، العلاقات الاجتماعية أصبحت منهارة تماما وتقطعت اواصر المحبة والود بين الناس وتجرأ الابناء على الآباء وإلتهام الإخوة حقوق أخواتهم بالتدليس والتزوير والتسويف ولا خوف من الله ولا القانون .
للأسف أصبحنا مجتمع بلا فضيله الفضيلة بينها وبين الإلتزام بالدين رابط قوي أصبحنا شغلنا الشاغل تقليد الغرب في الجوانب السلبية فقط والشكلية منها اما الايجابية العلمية والتطور فلا، كذلك اثناء محاربه بعض الجماعات اتخذت قرارات كان لها اثاره سيئة على الأجيال الجديدة مثل غلق الكتاتيب والتي ارى ان لها دور مهم للغاية لما وصلنا اليه.
لقد اصبحنا نرى الخطأ والفساد ولا نرفضه بل قد نخلق له مبرر أن الفاسد مضطر ( موظف غلبان يعني جت عليه هو ) والسؤال هل اصبحنا بالفعل كلنا فاسدون حتى نختلق المبرر…