المقالات
الدكروري يكتب عن الحوار بين الأزواج
الدكروري يكتب عن الحوار بين الأزواج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحوار بين الأزواج من أهم مقومات التواصل بين الناس وخاصة بين الأزواج، حيث يستطيع كل واحد منهما أن يعبر للآخرعن مشاعره وأحاسيسه من خلاله، وما يحب ويكره، فالله تعالى جعل الزواج استقرارا وسكينة ومودة، ولكن توعد الشيطان بالتفرقة بين الزوجين، حيث يعد هذا العمل من أفضل الأعمال لدى الشيطان بشكل عام، نظرا لما تتسبب به التفرقة بين الزوجين من تدمير للأسرة وبالتالي تدمير المجتمع وانتشار المفاسد، وللحوار أهمية كبيرة في نشر السعادة والتفاهم بين الأزواج، فعندما يكون الزوج غليظا وغير مستعد لسماع حديث زوجته وغير لبق فإن الزوجة تلجأ للصمت والابتعاد عن الدائرة التي يوجد فيها، وفي المقابل عندما يجد الرجل من زوجته عصبية زائدة وعنادا وعدم تفهّم الأمور فإنه يحجم عن إجراء أي حديث معها.
بل إنه قد لا يشاركها أي قرارات حتى وإن كانت تخص البيت فيتصرف لوحده وبحسب ما يراه مناسبا وقد يظن بعض الرجال أن الحوار لا يتوافق مع الرجولة، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم أروع مثال على الرجل الذي يحاور زوجاته ويتحملهن وهن كذلك، وكان يخصص لهن وقتا مستقلا لتبادل أطراف الحديث معهن، ومعرفة احتياجاتهن ومشاعرهن على الرغم من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه، ونصائح لحوار ناجح بين الزوجين فلا بد من أن يتصف الحوار بعدة صفات من أجل أن يكون إيجابيا وذا نتائج طيبة، ومنها انه يجب على الزوجين التمتع بسعة الصدر وتقبل الرأي الآخر ومحاولة استيعابه وعدم التعصب للرأي الفردي، ويجب أن يكون الاحترام هو أساس الحوار وعدم التعنت ومحاولة النيل من الآخر، فاختلاف وجهات النظر لا يسبب العداوة والبغضاء.
والابتعاد عن المقاطعة أثناء الحديث، وترك المجال أمام المتحدث ليخرج كل ما في قلبه ليرتاح ولتتوضح الأمور، فكم من المشاكل التي حدثت بين الأزواج نتيجة التسرع في الحكم وعدم فهم الزوجين لبعضهما واستخدام الأسلوب الهادئ في الحوار بعيدا عن التعالي أو التكبر في الحديث، واختيار الكلمات المناسبة بعيدا عن استخدام الكلمات النابية التي تترك آثارا سلبية عند الشخص ويجب على الزوجين تحمل كل منهما للآخر، فإذا كان أحدهما غاضبا فمن الأفضل على الآخر أن يستوعبه ويستمع إليه لنهاية حديثه وعدم استفزازه أبدا، وإن الزوج المثالي هو الزوج المخلص لشريكته، الذي يبذل مجهودا كبيرا في جعل حياتهم الزوحية سعيدة ومستقرة، بحبه وإخلاصه لها، وبإظهار اهتمامه بها دائما وبصور مختلفة وبتقديم الدعم.
فيقف الزوج إلى جانب زوجته في مواقف النجاح والفشل، ويقدم دعمه لها في طموحها وتحقيق أهدافها، ويؤمن بقدراتها، ويؤكد لها دائما أنه في صفها وأنها قادرة على العمل والنجاح والمساعدة في الواجبات التى تعبر أغلب الزوجات عن استيئاهن من عدم مشاركة الأزواج لهن في أعمال المنزل وتربية الأطفال، لذلك فالزوج المثالي هو الزوج الذي يشارك في إدارة حياة أطفاله وتعليمهم مساندا بذلك زوجته، لما لذلك من أثر في تكوين علاقة متينة بين الزوجين واحترام الزوجة، فمن أهم صفات الزوج المثالي هو تقديره وتكريمه لزوجته، واحترام أنوثتها، وفهمه للغاية من زواجه بها، حيث لا يقتصر ذلك على الإشباع الجسدي فقط، وإنما يتعداه إلى فهمه لمميزاتها وإيجابياتها واللطف والمودة حيث تفضل المرأة الرجل الودود الدافئ والإيجابي على المتغطرس الفظ.
الدكروري يكتب عن الحوار بين الأزواج