المقالات

الدكروري يكتب عن عاصمة الإسلام الأولى لإفريقية

الدكروري يكتب عن عاصمة الإسلام الأولى لإفريقية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

عندما دخل الإسلام افريقيا

بقيادة القائد عقبة بن نافع كان عليهم أن يشيدوا، مدينة إسلامية بها حتي يتم الحفاظ علي ما حققوه من إنتصارات فتم بناء مدينة القيروان، والقيروان هي مدينة تونسية، تبعد حوالى مائة وستون كيلومتر عن تونس العاصمة، والقيروان المعروفة بعاصمة الأغالبة هى أول المدن الإسلامية المشيدة فى بلاد المغرب وكان  لها دور استراتيجى في الفتح الإسلامي، انطلقت منها حملات الفتح نحو الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا بالإضافة إلى أنها رقاد لعدد من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويطلق عليها الفقهاء “رابعة الثلاث” بعد مكة والمدينة المنورة والقدس وفى هذه المدينة توجد أهم المعالم للقيروان، منها جامع ،القيروان الكبير و الذى أسسه عقبة بن نافع، ويعود تاريخ مدينة القيروان إلى عام خمسين من الهجرة.

عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع، وكان هدفه من هذا البناء أن يستقر به المسلمون، إذ كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل إفريقية أن يعودوا ،إلى دينهم، ويعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هى المدينة الإسلامية الأولى في منطقة المغرب ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية فى المغرب العربى، فلقد كانت مدينة القيروان تلعب دورين هامين فى آن واحد، هما الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والتوسعات، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلمون العربية وينشرون الإسلام فهى بذلك تحمل في كل شبر من أرضها عطر مجد شامخ وإرثا عريقا يؤكده ،تاريخها الزاهر ومعالمها الباقية التي تمثل مراحل هامة من التاريخ العربى الإسلامى، ولقد بقيت القيروان حوالى أربعة قرون.

عاصمة الإسلام الأولى لإفريقية والأندلس ومركزا حربيا للجيوش الإسلامية، ونقطة ارتكاز رئيسية، لإشاعة اللغة العربية، وعندما تذكر القيروان يذكر القائد العربى الكبير عقبة بن نافع وقولته المشهورة عندما بلغ فى توسعاته المحيط، الأطلسى وهو يرفع يده إلى السماء ويصرخ بأعلى صوته “اللهم اشهد أنى بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك” وكلمة القيروان كلمة فارسية دخلت إلى العربية، وتعنى مكان السلاح ومحط، الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب، وقد اجتمع عقبة بن نافع بعد انتهائه من بناء مدينة القيروان، بوجود أصحابه وأهل العسكر فدار بهم حول مدينة القيروان، وأقبل يدعو لها ويقول في دعائه ” اللهم املأها علما وفقها، وأعمرها بالمطيعين والعابدين.

واجعلها عزا لدينك وذلا لمن كفر بك، وأعز بها الإسلام” فلما أرسى عقبة بن نافع قواعد مدينته الجديدة، لم يكن يدرى وهو يدعو ربه ليمنعها من جبابرة الأرض ويملأها فقها وعلما ويجعلها عزا للإسلام أى مصير تخبئه لها الأيام، إلا أنه استراتيجيا كان موفقا في اختياره، فالقيروان توجد على مسيرة يوم من البحر الذى كان البيزنطيون يسيطرون على عبابه، وهى تبعد، بمثل ذلك عن الجبال، حيث كانت آنذاك تعتصم القبائل البربرية المناوئة للإسلام، وتمثل القاعدة المحدثة رأس الحربة وسط خط المواجهة المتخذ بين المسلمين والبيزنطيين، بعد انهزام ملكهم جرجير فى سبيطلة أمام جيوش معاوية بن حديج سنة خمسه وأربعين من الهجرة، وتراجع سلطانهم وانحصاره فى شمال البلاد، بجانب ذلك فالقيروان في منبسط من الأرض  مديد يسمح باستنفار الفرسان في غير صعوبة، وقد كانت الخيل قوام جيش المسلمين في معظم معاركهم وحروبهم المصيرية، وقد راعى عقبة فى اختياره لموقع مدينته الجديدة تقريبها من السبخة حتى يوفر ما تحتاجه الإبل من المراعى.

الدكروري يكتب عن عاصمة الإسلام الأولى لإفريقية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار