الدكروري يكتب عن الروحانيات وعالم الشبكة العنكبوتية
الدكروري يكتب عن الروحانيات وعالم الشبكة العنكبوتية
الدكروري يكتب عن الروحانيات وعالم الشبكة العنكبوتية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي بعض العلماء أنه قال لأن الدهر مشتمل على الأعاجيب لأنه يحصل فيه السراء والضراء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، ولأن بقية عمر المرء لا يقدر بقيمة، فلو ضيعت ألف سنة، ثم تبت في اللمحة الأخيرة من العمر بقيت في الجنة أبد الآباد فعلمت حينئذ أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة، فكأن الدهر والزمان من جملة أصول النعم، فلذلك أقسم به ونبّه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها المكلف، وإليه الإشارة بقوله تعالي في سورة الفرقان” وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ” ويقول ابن خلدون ” وأما الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، فلم يثبت لنا أن الرجل انشغل بعلم الحرف وجوز الاشتغال به، إلا أن يكون ذلك في كتابه كيمياء السعادة أو كتاب المضنون به على غير أهله.
وقال الذهبي فأما كتاب المضنون به على غير أهله فمعاذ الله أن يكون له، شاهدت على نسخة به بخط القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي، وأنه مخترع من كتاب مقاصد الفلاسفة، وقد نقضه الرجل بكتاب التهافت، وقال الذهبي أيضا ومما نقم عليه ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية، في كتاب كيمياء السعادة والعلوم وشرح بعض الصور والمسائل بحيث لا توافق مراسم الشرع وظواهر ماعليه قواعد الملة، وكان الأولى به والحق أحق ما يقال، هو ترك ذلك التصنيف والإعراض عن الشرح له، وأيضا عن علم الحرف فإن هذا العلم له شرفه وعظمته من جهة ومن جهة أخرى فإنه يوجد الخوف منه وأن خطر الافصاح على هذا العلم هو جهرة.
فإن عقل البشر العادي لا يستوعب هذه الخوارق وإن أقل ردة فعل ستكون بقول إنه ساحر عليم ولا يمكن للشيخ ان يبوح بإنه رباني وأنه رأى ملائكة الرحمن او أنه التقى الارواح، وإن الروحانية العلوية الشريفة، فسيتهم بالزندقة والجنون والشرك، وإن هناك مرحلة الجهر بالعلم، وهي مرحلة يمكن حصرها بين اواخر القرن العشرين الى حدود يومنا هدا، وهي مرحلة قد ذاع سيط هدا العلم مشرقا وغربا وتزامن دلك مع ظهور دور الطبع والتوزيع خصوصا فى مصر فكانت المادة الروحانية تسيل لعاب القراء الذين يجبرهم الفضول الى شراء الكتب الروحانية، بل الادمان عليها فاصبحت بذلك الكتب الروحانية ربحا سهلا لأرباب المطبعات آنذاك الى حدود زمن العولمة الذي دخل بالروحانيات عالم الشبكة العنكبوتية.
فى إطار مواقع تعرف بهدا العلم، الى حدود إنشاء منتديات بالجملة للربح المادي وجلب أكبر عدد من الزبائن إن لم اقل الضحايا، الا من رحم الله، وهنا فقد اختلط الحابل بالنابل واختلط العلم بالسحر والروحاني بالكاهن، والشريف بالخبيث والعالم بالجاهل وحصل ما كان شيوخنا القدماء يخشون منه، وهو افشاء أسرار هذا العلم للجهلاء ليمتلوا به ويستغلوه لأغراضهم الخاصة والدنيئة ليظهر فى زماننا هذا الالاف من السامريين، فأصبح من هب ودب يشير الى هذا العلم بالأصابع، بعد ان كان فى ما مضى لا يعرف بوجوده الا شيوخه ومريدوه.
الدكروري يكتب عن الروحانيات وعالم الشبكة العنكبوتية