سوريا _جنة
سأمرُّ يوماً
_________
سأمرّ يوماً عندَكِ
و أقولُ : إنكِ أنتِ من لوَّعْتِنِي …
ألبستِنِي ثوبَ الحِدادْ
ثوباً بألوانِ السَّوادْ
و أقولُ: إنكِ
أنت من جَنَّنتِني
و تركتِنِي متقيِّحاً ، متشظيّاً
مثلَ الرَّمادْ
سأقولُ :
إنكِ أنتِ من ألهبتِنِي
و سقيتني ناراً تأجّجَ جمرها
و سقيتِنِي سُمّاً نقيعاً قاتلاً
صبحاً تكوَّر في دمي
و سَرَى كما يسري الجَوى
سيفاً تحرَّرَ من نِجَادْ
سأقولُ: إنكِ أنتِ مَنْ
راقصتِني ، و ذبحتِني
ذبحَ البنفسجِ في دمي
فأصابَهُ مُرُّ السُّهَادْ
سأمرُّ يوماً عندَكِ
حلماً وجيعاً جائعاً
شوكاً يوجُّعهُ السُّهادْ
** *
علمتنِي لُغةَ الورودْ
لغةَ الشَّقائقِ و النَّوارسِ والخدودْ
لغةً أطاردُ هَمسْهَا
بين السُّفوحِ ، و النُّجودْ
و نثرتِ في روحي قناطيرَ المواجعِ
و الوعودْ
سأمرُّ يوماً عندَكِ
و أقولُ ( طبعاً ) إنكِ
في الرُّوحِ ، ما دامَ الخُلودْ
***
و زرعتِ في قلبي السَّنَابلْ
و سكنتِ منه كلَّ شريان الحَيَا
و سكنتِ أوردتي ، عنادلْ
وحصدتِ روحي بالمناجِل والمعاولْ
سميتِنِي “مرضَ التَّوحُدِ” في الهوى
فغدا” التَّوحُّدُ” في دمي ورداً
على كلّ المَشَاتلْ
***
سميتِنِي كلَّ الأسَامِي العاشقاتْ
و نثرتِ أشلائِي على
كُحْل ِالعيونِ السَّاحِراتْ
و جعلتِ منّي موكباً للعشقِ أحلاه
جنونٌ رائعٌ
يبغيك صوماً أو صَلاةْ.
خفقات روحي هاتِهِا
من مثلما رفِّ عيونٍ آسراتٍ ، قاتلاتْ
سأمرُّ يوماً عندَكِ
و أقولُ :
إنكِ مِنْ دمي ، و أقولُ إنكِ في دمي
وردُ البنفسجِ ، والَّلهَاةْ
سأقولُ :
إنكِ من لواعجِ مهجتي
و أقول إنكِ مَنْ تغنيني
رؤىً
صُبِّي كؤوسَ الخمرِ ، في شوق الهوى
قومي ، وغَنّي الأغنياتْ
سأقولُ :
إنكِ من تراتيل الهوى
هذا الهوى ، قد شَلَّ روحي …
قد نزَّ آلامَ جروحي
لكنّهُ سرُّ البنفسجِ و الحياةْ
لا ، إنهُ …
أحلى التَّوحُدِ فيكِ أنتِ
و المماتْ …!!
سهيل أحمد درويش