الدكروري يكتب عن أم كلثوم في بيت أمير المؤمنين
الدكروري يكتب عن أم كلثوم في بيت أمير المؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن أم كلثوم في بيت أمير المؤمنين
إن صحابة النبي الكريم محمد صلي الله عليه هم أفضل وخير البشر بعد الأنبياء والمرسلين فقد اصطفاهم الله تعالي من بين خلقة حتي يكونوا صحابة لخير خلق الله وأحب خلق الله إلي الله عبده ورسوله وحبيبه محمد صلي الله عليه وسلم، ولقد تميّز أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بصفات عظيمة لم يتصف بها سواه من الرجال، فقد اختصه الله تعالى، ليعز به الإسلام ويُعلي رايته، ويكون خليفة لخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رجلا شديد الطول، حيث كان يفوق الناس في الطول، وكان رجلا جسيما، وكان أبيض البشرة وشديد الحُمرة، كما أنه كان أعسر ولكنه كان يعمل بكلتا يداه، وكانت أم كلثوم رضي الله عنها، في بيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
وكان يحبها ويجلها لأنها من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، الذين تجذرت فيهم وتجسدت أخلاق النبوة وصفاتها، وفي بيت عمر بن الخطاب عاشت أم كلثوم زمنا أنجبت فيه ولدين، هما زيد بن عمر بن الخطاب ورقية بنت عمر بن الخطاب، ولما استشهد أمير المؤمنين عمر إثر طعنة قاتلة من خنجر مسموم لأبي لؤلؤة المجوسي الحاقد على الإسلام وأهله، بكت الزوجة المخلصة زوجها وحزنت عليه، ولم تكن هي وأسرته وحدهم من حزن عليه، فقد فجع المسلمون بموته وبكوا لفراق خليفتهم العادل التقي الورع، والزاهد الأواب والتواب، وتقدم منه قبل أن يدفن علي بن أبي طالب وقال بصوت تخنقه العبرة، ما خلفت أحدا أحب أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله وإن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك.
كثيرا ما كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، دخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر” ولكن ماذا حل بأم كلثوم بعد وفاة زوجها وهي ما تزال شابة في ريعان الصبا، فيقال أن أباها عليا فاتحها في موضوع الزواج، فنصحها أخواها الحسن والحسين بأن لا يجعلا أمرها بيده، خشية عليها من أن تكون لرجل بعد عمر، ومن هو عمر؟ في العدل والصلاح والتقى، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر بن الخطاب، عون بن جعفر بن أبي طالب، فتوفي عنها، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب، فتوفي عنها، فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب، فقالت أم كلثوم إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، إن ابنيها ماتا عندي.
وإني لأتخوف على هذا الثالث، فهلكت عنده، ولم تلد لأحد منهم شيئا، وقال الحسن بن الحسن بن على لما تأيّمت أم كلثوم بنت علي عن عمر بن الخطاب، فدخل عليها أخواها الحسن، والحسين، فقالا لها إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبن، فدخل علي بن أبى طالب، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال أي بنية، إن الله قد جعل أمرك بيدك، فإن أحببت أن تجعليه بيدي، فقالت يا أبت، إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، وأحب أن أصيب من الدنيا، فقال هذا من عمل هذين، ثم قام يقول والله لا أكلم واحدا منهما، أو تفعلين، فأخذا شأنها وسألاها ففعلت، فتزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب.