المقالات

الدكروري يتحدث عن حياة السيدة سارة عليها السلام

الدكروري يتحدث عن حياة السيدة سارة عليها السلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يتحدث عن حياة السيدة سارة عليها السلام

إن في قصة السيدة سارة عليها السلام فيها درس عظيم لكل امرأة، سواء كانت مسلمة ام غير مسلمة فان شأن المرأة أن تكون ذات عفة وشرف، وإن المرأة حينما تضع اخلاقها وأمر عفتها وشرفها في اولى سلم اهتماماتها، وتنأى بنفسها عن ان تقع فريسة لاصحاب الاغراض، فإن ذلك لا يتعارض بتاتا مع ممارستها لحرياتها وواجباتها في بناء المجتمع، بل على العكس، سيكون ذلك ادعى لتكون حرة في ممارسة ما تشاء من الاعمال بعيدا عن اعين ضعاف النفوس، واصحاب القلوب المريضة، وعندما عاد ابراهيم عليه السلام الى فلسطين كانت نفسه تتوق للولد، ولم يكن الله قد رزقه أي أولاد من زوجته السيدة سارة، ومن منطلق حرص المرأة على مشاعر زوجها وحسن تفهمها وادراكها للأمور.

 

وحكمتها البالغة، وخلاصها لزوجها، رأت ان تختار له زوجة أخرى ينجب منها ما تحبه نفسه من الولد والذرية، فاختارت له أن يتزوج هاجر فتزوجها، وأنجب منها ابنه اسماعيل عليهما السلام، ثم ان الله تعالى امره بان يتركهما في وادي مكة، وذلك وحي القاه عليه في النوم، واستجاب الخليل لربه، وسافر بزوجته وفلذة كبده الذى عاش عمره يحلم به، وتركه في واد جاف قاحل لا كلأ فيه ولا ماء، وترك الخليل ابراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه اسماعيل في هذا الوادي، وعينه تكاد تدمع من الحزن، وتناديه زوجته كيف تتركنا في هذا الوادي وحدنا؟ ولكنها تستدرك كلامها لانها كانت تثق بزوجها ثقة كبيرة، وكيف لا وهو ابو الانبياء وخليل الرحمن، فقالت له آلله امرك بهذا ؟ فقال لها نعم فقالت اذا لا يضيعنا.

 

هكذا بكل بساطة، لا تحتاج المسألة لديها الى كثير استيضاح او تكرار اسئلة، ان الله تعالى امر بذلك فعليها ان تمتثل لامر الله وارادته، مع ثقتها بانه لا يضيعها ولا يخذلها، وهكذا يكون ايمان المرأة بربها تعالى، وهكذا تكون ثقتها به، ولقد تركت السيدة هاجر لنساء الامة درسا ايمانيا بليغا في كيفية الثقة بالله تعالى والتسليم المطلق له، وكيف يكون الصبر على البلاء والمصيبة وكيف يكون الرضا بقضاء الله تعالى سبيلا للدخول في جملة عبادة الصالحين، وهكذا هى المرأة المجاهدة، الصابرة التقية فليست حرية المرأة ان تكون ندا للرجل، وان تجعل امر حريتها تحديا تنتزعه من ايدي الرجال، لقد وقع الناس في خلط عظيم في هذا المفهوم، والاسلام وضع نظاما خاصا محكما لمفهوم حرية المرأة وحقها في مجتمعات الرجال. 

 

وأوضح الدين الكريم ان المرأة ليست كالرجل فان لها طبيعتها الخاصة، ومشاعرها الخاصة، فعاملها من منطلق هذه الطبيعة وتلكم المشاعر، وجعل لها مطلق الحرية في ميادينها التي تستطيع بها ان تبدع وتساهم في قيام الحضارة، بل حظر على الرجل التدخل في اختصاصاتها تلك، مثل شهادة المرأة في الانساب والرضاعة، ففي هذه الامور تؤخذ شهادة المرأة على انها اقوى من شهادة الرجل، لانها اكثر معرفة واطلاعا منه بهذه الخفايا، ولقد ايقنت السيدة هاجر رضى الله عنها ان من وراء هذا الاختبار فرجا، ولكنها لم تكن تدري كيف السبيل، وقد نأى عنها زوجها وتركها في مجاهل المكان النائي، فجلست تضم صغيرها الى صدرها وتدعو الله ان يغفر لها. 

الدكروري يتحدث عن حياة السيدة سارة عليها السلام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار