الثقة! من منظور علم النفس الاجتماعي . إقرأ فالإنسان عدوا لما يجهله .
حازم خزام بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الجمهورية
متابعة عادل شلبى
كلمة صغيرة قليلة الحروف لكنها تحمل الكثير الكثير من المضمون.! انت تستطيع !
إنها مفردة تحمل العديد من المعاني و تختلف من شخص لآخر كلٌ حسب وجهة نظره، فالبعض يراها على أنها الكاريزما و بناء شخصية اجتماعية متميزة و هناك من يقول أنها إدارة انفعالات النفس و معرفتها و التحكم بها بشكل جيد و آخر يصفها بالجرأة و الكبرياء و تتعدد التعريفات و تختلف المسميات.
أما من وجهة نظري المتواضعة فهي الشُّعور الذي يكون معه الإنسان في حالة يقين من مصداقيَّة، ولاء، جدّية، كفاءة أو دقة شيء يتعلق به أو بشخص ما يعنيه أو أمر يثير اهتمامه، و تعتبر الثقة بين الناس الركيزة التي تقوم عليها العلاقات فيما بينهم و لا يمكن لها أن تنجح، تتوطد و تزداد درجتها إلا بالشعور بالراحة و السكينة تجاههم فهي الإيمان بصدق شخصٍ و إخلاصه، الركون و الاطمئنان له.
كما أنها أساس كل علاقة تربط بين اثنين بحيث لا يشك أحدهما بنوايا و إخلاص الطرف الآخر و ذلك بتوقّع النوايا الجيدة المبنية على معرفة كلٍ منهما للآخر و قد تكون أمراً مؤجلاً في بعض المواقف و تظهر نتائجها في المستقبل.
“الثقة هي جسر الحياة الصحيح الذي نمضي عليه”….
“الذي يحيا بالثقة تُحييه الثقة”
الثقة مطلب سلوكي ونفسي وإجتماعى وضرورى وهو شعور ثمين موجود بداخل كلٍ منا و في علم الاجتماع تكون هى معيار الإيمان و الأمانة بين شخصين أو الشخص مع نفسه و هناك أنواع لها منها: الثقة بالنفس وهي الشعور باحترام الذات و قيمتها مع القدرة على مواجهة الصعوبات و التأقلم مع الحياة فهي أحد أسباب النجاح و جسر للوصول إلى المكانة الاجتماعيَّة بين النَّاس كما أنها امتلاك القدرة على التمييز بين الخير و الشر.
و النوع الآخر الثقة بالآخرين و هي علاقة تربط بين طرفين لا يمكن أن تدوم و تستمر إلا بها وذلك بتهذيب و تدريب النفس على حُسن الظن و عدم التسرع في العلاقة مع عدم الشك بنوايا و أخلاق الآخر و تُبنى بينهما مع مرور الزمن عن طريق تجارب سابقة، مواقف و تصرفات….
“أن تحظى بثقة الآخرين خير لك من أن تحظى بحبهم”
الثقة في الآخرين أمر إيجابي فهي تعني حسن الظن فيهم و الاتكال عليهم و توقع الجيد منهم و جميعها تتوازى مع انخراط الفرد في مجتمعه و الانصهار معه بما يشبع جانبه الاجتماعي و يوسع من قاعدة علاقاته و يعمّقها و لهذا يعتبر انعدام الثقة في الناس أمراً سلبياً و مجازفة لأنه يُفقِد الفرد شعوره بالأمان تجاه محيطه بالإضافة إلى الإحباط و الرغبة بالانعزال عنه و قد تتفاقم الأمور عندما تكون التجربة الشخصية التي خاضها الفرد قاسية الوقع عليه و خاصة من أشخاص مقربين منه للغاية مما يعني ضرراً أكبر على نفسه و أثراً أعمق في روحه و هذا يجعله غير قادر على تكرار الأمر فالجميع سيصبحون موضع شك و اتهام و غير مؤهلين لثقته المطلقة مما يُخلف الخوف من العلاقات و البدايات الجديدة إلى أجل قد يطول….
“الثقة تحتاج سنوات لبنائها، ثوانٍ لهدمها و دهرٍ لإصلاحها”
منح الثقة و كسر هي أكبر إثبات و أصدق طريق للحب فإن وُجدت بين شخصين فسيكون هناك اعتقاد بأن كل أقوالهم و أفعالهم صادقة و سيكونون مخلصين لبعض و لن يُقدم أي منهما على أي سلوك قد يؤذي الآخر فهي مفتاح القلب و لا يمكن أن تمنحها إلا لمن يستحقها و فقدانها بالآخرين يعني فقدان علامات احترامهم و تقديرهم و عندها يتسم التعامل معهم بالسطحية و الابتسامة الزائفة و الكلام الأجوف الذي لا معنى له فانعدامها يُدمر حبال الوصال بين الناس….
“الثقة مثل الممحاة تصبح أصغر فأصغر بعد كل خطأ “
الأصل في العلاقات هو الود و المحبة فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه لأن الخيانة، الغدر و الكره صفات دخيلة و سلبية يجب أن تتنحى و تتلاشى لهذا كان على الفرد أن يسعى لاستعادة الثقة بالآخرين إذا شعر أنه فقدها و من الوسائل المساعدة على ذلك: مراجعة العلاقات السابقة بعين المنطق، التعقل و الوقوف عند الأخطاء، الأحداث و الأسباب التي أدت إلى تراجعها للاعتبار منها فيما بعد، سعة الصدر في العلاقات و الصبر على الآخرين دون التدقيق و التمحيص في تصرفاتهم مما يشعرهم براحة، أمان و ثقة في العلاقة بعيداً عن الشك و الغدر، توخي الحذر في العلاقات الجديدة و التأني في التعمق فيها و لا ضرر من إجراء اختبارات بسيطة تعكس وفاء الأشخاص الجدد، حصر شبكة العلاقات الوطيدة بنطاق صغير و تصنيفها إلى أقلية مُقربة و أكثرية سطحية و التخلص من الأفكار السلبية و النظرة التشاؤمية تجاه الآخرين و افتراض حسن النية في العلاقات معهم….
“عليك أن تثق بالآخرين و إلّا ستصبح الحياة مستحيلة”
تُعدّ الثقة أساساً تقوم عليه العلاقات الناجحة و لها أهميَّة كبيرة في حياة الفرد انطلاقاً من ثقته بنفسه و وصولاً إلى ثقته بالآخرين إذ أنَّها من أهم الدوافع التي تجعله مُتميّزاً و متمكّناً في أموره الخاصة و العامة و تجعله مدركاً و مستعداً لكل ما قد يواجهه و تنتشله من براثن السلبيَّة و الاستسلام و العجز فغيابها هو أول أسباب الفشل.
“الثقة كالمزهرية، حالما تنكسر لن تعود أبداً كما كانت حتى و إن أصلحتها” !
حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برئاسة الجمهوريةالثقة! من منظور علم النفس الاجتماعي . إقرأ فالإنسان عدوا لما يجهلهحازم خزام بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الجمهورية
الثقة! من منظور علم النفس الاجتماعي . إقرأ فالإنسان عدوا لما يجهله