الدكروري يكتب عن أهل الطائف يستعدون للحصار
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن الفتوحات الإسلامية، وقيل أنه في شهر شوال من العام الثامن للهجرة قد تحرك جيش المسلمين نحو الطائف لحصارها، وكان ذلك امتدادا لغزوة حُنين التي حدثت في العاشر من شوال في السنة الثامنة للهجرة، واستمر الحصار إلى أن علم المسلمون أن أهل الطائف قد أعدوا ما يكفيهم لحصار عام كامل، فانسحب المسلمون بعد أربعين يوم من الحصار وعادوا للمدينة المنورة التي لم يتركوا فيها سوى عدد قليل من الرجال لحمايتها، وقد تحصن المشركون داخل حصن الطائف رغم أن عددهم يفوق عدد جيش المسلمين ورغم أن نساء وأموال هوازن بين يدي المسلمين، لكنهم فضلوا البقاء بالداخل.
ولو أنهم خرجوا لحدثت معركة كبيرة بسبب الأعداد كبيرة للجيشين، وقد اتبع جيش المسلمين عددا من الخطط لكسر حصن الطائف، وكان عندما وصل جيش المسلمين إلى الطائف، جهزوا معسكرا بالقرب منها، لكنهم اضطروا إلى إبعاده بسبب سهام أهل الطائف التي أدت إلى استشهاد اثنا عشر مجاهدا منهم عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما، وقد قام جيش المسلمين بعدة خطط بهدف اختراق حصن الطائف، فحاول المسلمون إضعاف معنويات أهل الطائف بحرق النخيل، وقاموا بهدم جزء من أسواره باستخدام المنجنيق الذي صنعه سلمان الفارسي رضي الله عنه، كما حاول المسلمون حماية أنفسهم من سهام العدو باستخدام الدبابة الخشبية لكنهم لم يستطيعوا تجاوز السور بسبب الكرات النارية.
التي صنعها أهل الطائف من الحسك الشائك، وقد استمر حصار الطائف أربعين يوما، لكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قرر الرجوع إلى مكة بعد أن علم من نوفل بن معاوية الديلي أن أهل الطائف قد أعدوا لحصار عام كامل، فأذن عمر بالجيش “إنا قافلون غدا إن شاء الله” فعاد المسلمون وهم يرددون ” آيِبون تائبون عابدون لربنا حامدون” ولم يكن في تحرك جيش المسلمين من الطائف وعودته إلى المدينة أية خسارة، بل تركت هذه الغزوة نتائج في صالح المسلمين وإن لم يستطيعوا فتح الطائف، ومن هذه النتائج هو إسلام عدد من العبيد الذين خرجوا من الحصن، وإسلام نوفل بن معاوية الديلي زعيم بني بكر، وكسر شوكة الكفار، والحفاظ على قوة جيش المسلمين بتفادي حدوث قتال.
وإسلام مالك بن عوف النصري وهو رئيس هوازن، ورفع معنويات جيش المسلمين، ولم يكن في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي خسارة لجيش المسلمين، بل زادتهم ثقتهم به خبرة، وفى غزوة الطائف للهجرة، كانت قوات المسلمين اثنى عشر ألف مقاتل بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين قبيلة ثقيف وقبيلة هوازن، وهدفت الغزوة إلى فتح الطائف والقضاء على قوات ثقيف وهوازن الهاربة من غزوة حنين، وهي امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هوازن وثقيف دخلوا الطائف مع قائدهم مالك بن عوف النصري وتحصنوا بها فسار إليهم صلى الله عليه وسلم، بعد فراغه من حنين.