الدكروري يكتب عن وفد النعمان إلي ابن الزبير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية أنه بعد وفاة الخليفة معاوية بن أبى سفيان، قد تثاقل الصحابي عبد الله بن الزبير، عن بيعة يزيد وشتمه، فغضب يزيد وحلف ألا يؤتى به إلا في الأغلال، وأرسل إليه وفدا يضم الصحابي النعمان بن بشير، عبد الله الأشعري وعبد الله الفزاري، وكان النعمان هو، النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي، ويكنى أبو عبد الله وهو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا فأتت به أمه وهى أخت عبد الله بن رواحة، تحمله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبشرها بأنه سيعيش حميدا ويُقتل شهيدا ويدخل الجنة، وقد تمتع النعمان بن بشير.
بمنزلة كبيرة بين الصحابة فكان معاوية يقول يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير، وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه، وكان عبد الله بن مسعدة الفزاري، هو من صغار الصحابة، وهو من قادة العصر الأموي، وأرسل معهم كتابا يحلف فيه عليه إلا أن يأتي وفي يده الأغلال وأرسل قيدا من فضة وبرنسا، ليلبسه عليه فلا يظهر، إلا أن عبد الله بن الزبير رفض وقال إني لمن نبعة صم مكاسرها، إذا تناوحت القصباء والعشر فلا ألين لغير الحق أسأله، حتى يلين لضرس الماضغ الحجر، وقد رفض عبد الله بن الزبير، أن يبايع يزيد، وقد حاول يزيد أن يدخل عبد الله بن الزبير في البيعة، فأرسل إليه يزيد يقول أذكرك الله في نفسك، فإنك ذو سن من قريش.
وقد مضى لك سلف صالح، وقدم صدق من اجتهاد وعبادة، فأربب صالح ما مضى، ولا تبطل ما قدمت من حسن، وادخل فيما دخل فيه الناس، ولا تردهم في فتنة، ولا تحل ما حرم الله، إلا أن عبد الله بن الزبير واصل رفض تقديم البيعة ليزيد بن معاويه، وبعد رفض عبد الله بن الزبير بيعة يزيد، ورفضه الصلاة خلف والي مكة والحج معه، جمع كل من دعمه من أهل مكة فكان يصلي بهم ويستشير كبارهم ويشاورهم ويحج بهم، قرر يزيد أن يرسل من يقبض على عبد الله بن الزبير، ويلزمه بتنفيذ حلفه فأرسل إلى الوالي بإرسال الجند فاقترح عمرو بن الزبير بن العوام، وهو شقيق عبد الله بن الزبير، أن يتم تعيينه على الجند فتم له ما أراد، وهو عمرو بن الزبير بن العوام بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي القرشي.
وكانت أمه هي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وهي ولدت في الحبشة مع أخيها سعيد بن خالد حين كان أبوهما خالد بن سعيد مهاجرا في الحبشة، وقد سماه الزبير على اسم عمرو بن سعيد بن العاص الذي قتل في معركة أجنادين، وكان مع بني أمية ضد أخيه عبد الله بن الزبير، وامتنع عن البيعة بولاية العهد ليزيد، لما دعا إليها معاوية، ثم استعمله والي المدينة عمرو بن سعيد الأشدق على شرطتها سنة ستين من الهجره، وأرسله الأشدق إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير، فزحف عمرو بألفي مقاتل من المدينة إلى مكة، وقاتله مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، فأسره وأخذه إلى أخيه، فأمر بضربه، فقيل مات تحت السياط، وقيل صلب بمكة بعد الضرب، ثم أنزل، وقال ابن حزم قتله أخوه عبد الله قودا أي قصاصا.