تكريمات الإمام الغزالي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
تكريمات الإمام الغزالي
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أهل العلم والعلماء، وعن أئمة الإسلام، والذي كان من بينهم الإمام محمد الغزالي وقيل أنه حصل الغزالي على شهادة الثانوية الأزهرية عام ألف وتسعمائة وسبع وثلاثين من الميلاد، ثم التحق بكلية أصول الدين في العام نفسه، وتخرج منها بعد أربع سنوات، حيث تخصص بالدعوة والإرشاد، وكما حصل على درجة العالمية سنة ألف وتسعمائة وثلاث وأربعين، وانضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الأول حسن البنا، وسافر إلى الجزائر سنة ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين ميلادي للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة, وقام بالتدريس فيها رفقة العديد من الشيوخ كالشيخ يوسف القرضاوي والشيخ البوطي حتى تسعينيات القرن العشرين.
ونال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام الف وتسعمائة وتسع وثمانين للهجرة، وسببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية، واعتقل الغزالي مع من اعتقلوا بعد حلّ جماعة الإخوان المسلمين سنة ألف وتسعمائة وثماني وأربعين ميلادي، وأودع في معتقل الطور، وبعد سنة ألف وتسعمائة واثنين وخمسين ميلادي، نشب خلاف بين الغزالي وحسن الهضيبي، مرشد جماعة الإخوان المسلمين وقتها، خرج على إثره الغزالي من الجماعة، وبعد تخرّجه عمل إماما وخطيبا في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف حتى صار مفتشا في المساجد، ثم واعظا بالأزهر الشريف.
ثم وكيلا لقسم المساجد، ثم مديرا للمساجد، ثم مديرا للتدريب فمديرا للدعوة والإرشاد، وفي عام الف وتسعمائة وواحد وسبعين ميلادي، تم إعارته للمملكة العربية السعودية ليعمل أستاذا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وكما درّس في كلية الشريعة بقطر، وفي عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين ميلادي، تم تعيينه وكيلا لوزارة الأوقاف بمصر، وكما تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمس سنوات وكانت آخر مناصبه، وكان للإمام الغزالي مواقف مع الشيخ حسن البنا، فيتحدث الشيخ الغزالي عن لقائه الأول بحسن البنا فيقول كان ذلك أثناء دراستي الثانوية في المعهد بالإسكندرية، وكان من عادتي لزوم مسجد عبد الرحمن بن هرمز حيث أقوم بمذاكرة دروسي.
وذات مساء نهض شاب لا أعرفه يلقي على الناس موعظة قصيرة شرحا للحديث الشريف “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” وكان حديثا مؤثرا يصل إلى القلب، ومنذ تلك الساعة توثقت علاقتي به، واستمر عملي في ميدان الكفاح الإسلامي مع هذا الرجل العظيم إلى أن استشهد عام ألف وتسعمائة وتسع وأربعين.