الْمُسْلِمُ
بقلم : أشرف عمر
الْمُسْلِمُ
عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ :
*{ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ }.*
متفق عليه (البخاري ومسلم).
*شرح الحديث:*
هذا الحديثُ مِن جوامعِ كَلِمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفصيحِه، ومعناه: أنَّ المسلِمَ الكامِلَ الجامعَ لخِصالِ الإسلامِ: هو مَن لم يؤذِ مسلِمًا بقولٍ ولا فعلٍ، وخصَّ اللِّسانَ واليدَ؛ لكثرةِ أخطائِهما وأضرارِهما؛ فإنَّ معظمَ الشُّرورِ تصدُرُ عنهما؛ فاللِّسانُ يكذِبُ، ويغتابُ، ويسُبُّ، ويشهَدُ بالزُّورِ، واليدُ تضرِبُ وتقتُلُ، وتسرِقُ، إلى غيرِ ذلك، وقدَّم اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثرُ وأسهلُ، وأشدُّ نكايةً، ويعُمُّ الأحياءَ والأمواتَ جميعًا.
وكذلك المُهاجرُ الكاملُ هو مَن هجَر ما نهى اللهُ عنه؛ فالمُهاجرُ الممدوحُ: هو الَّذي جمَع إلى هِجرانِ وطنِه وعشيرته هِجرانَ ما حرَّم اللهُ تعالى عليه؛ فمجرَّدُ هجرةِ بلدِ الشِّركِ مع الإصرارِ على المعاصي ليس بهجرةٍ تامَّةٍ كاملة؛ فالمُهاجرُ بحقٍّ هو الَّذي لم يقِفْ عند الهجرةِ الظَّاهرةِ، مِن تركِ دارِ الحربِ إلى دار الأمنِ، بل هُو مَن هجَر كلَّ ما نَهَى اللهُ عنه.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عباده.