الإمام الأعظم أبو حنيفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام الأعظم أبو حنيفة
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن نشأة الإمام أبي حنيفة النعمان، وإن من أسماء أبو حنيفة هو الإمام الأعظم، وقد سموه هكذا في التاريخ، واسمه الثاني إمام الأئمة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم “المؤمنون كأسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى” وهذه أول نقطة في التعايش” وكان أقوي رد علي الملحدين والمشككين في وجود الله والدين، وقد بدأ أبو حنيفة النعمان حياته كشاب قرر أن ينجح في الحياة، وكان له طبيعة خاصة جدا، وهي أنه إذا أراد أن يفعل شيئا، أو إذا دخل مجالا لا يقبل إلا أن يكون في قمته، وكان والده تاجرا للقماش ولديه متجرا متواضعا، وعندما بلغ أبو حنيفة حوالي السبعة عشر من عمره.
قرر أن يحول هذا المتجر إلى واحد من أحسن متاجر القماش في العراق، يقول فسألت مّن أفضل أستاذ يعلم الناس في علم السوق؟ فقالوا له فلان الفلاني، فذهب إليه وبدأ يتعلم، انظر إلى شخصيته فهو لا يريد أن يتعلم شيئا إلا بطريق علمي، فهو يريد أستاذا متخصصًا ليعلمه أصول المهنة، أصول التجارة، فتعلم على يد أستاذ، وبدأ يسأل أباه أن يطور المتجر، وبالفعل يتحول متجر الأب بعد أعوام قليلة ليصبح صاحب أكبر متاجر القماش في الكوفة، وبدأ يتفنن ويزين المتجر بشكل جديد لم يكن مألوفا في ذلك الوقت، فأصبح ثريا جدا مع العلم أن من المشاكل الرئيسية لعلماء الدين، وأصحاب الفكر عدم وجود المال يخلق مشكلة ما بين فكره وما بين اللهث لجمع المال، ولكنه وهو في هذه السن الصغيرة.
كان معه الكثير من المال، وإن أبا حنيفة لم يبدأ حياته كغيره من العلماء الثلاثة الذين وجهتهم أمهاتهم في بداية حياتهم للعلم، فهو لم يكن يضع العلم والدين في رأسه، فكان شخصا عاديا، ولكن كانت كل قضيته أن ينجح في الحياة، فكان من الشباب المتميزين، وإن العرب في هذا الوقت كانوا متفرغين للحكم والحروب، والفتوحات فلم يكونوا قادرين على التفوق في العلم، ويريد الموالي أن يكون لهم دور في الأمة الجديدة والإسلام فاهتموا بالعلم فكان هذا التوازن، وإن العرب قد فعلوا فعلا عظيما يوم تركوا الموالي والفرس يتعلموا العلم، فتكامل المجتمع، وحافظوا على العلم للإسلام فكان أبو حنيفة وغيره على الرغم من أنه كان من الممكن أن يرفضه المجتمع لكونه ليس عربيا، فكيف يكون إمام المسلمين غير عربي؟