ضمائر بعض الناس في اجازه مفتوحة.
كتب سمير الشرنوبي
. الضمير شيء نادر جدا في هذه الأيام الصعبة إن أي مهنة تحتاج لمجهود جبار ووقت طويل ولكن تبقى مهنة المحاماة بحاجة لمَنْ يملك مزيداً من الضمير اليقظ والدقة البالغة وقت تأديتها حتى لا تضيع حقوق الآخرين بلا قدرة على استرجاعها و إنقاذهم من التعرض لأي مخاطر أو مخالفات تمس حياتهم و سمعتهم دون ارتكاب أي جُنَح أو أخطاء ، فهي تحتاج لمزيد من التحقيقات التي نتحرى فيها الدقة والبراعة حتى لا تفلت الخيوط الرابطة للقضية من بين أيدينا غير قادرين على الوصول للجاني الحقيقي الذي اقترف تلك الواقعة بلا أدنى إحساس بالذنب تجاه الآخرين أو رؤية مستقبلية للمصير الذي سيحظى به في الآخرة كنتيجة لظُلمه للجميع ، فلا أعلم كيف وصلنا يومنا هذا لتلك الحالة التي يدافع فيها المحامي عن موكِّله الذي يعلم يقين العلم أنه مرتكب تلك الجريمة ؟ ، كيف يسمح له ضميره بأداء ذلك الدور المُهين و الإسهام في انتشار الفساد و اتساع عالم الجريمة فبإمكان ذلك المجرم الذي يدافع عنه ارتكاب العديد من نفس تلك الجرائم دون أي رادع يمنعه عنها ، كيف يحجب الحقوق و يدفع العالم نحو المزيد من الخداع و الكذب و الغش ؟ أَمِنْ أجل الحصول على أتعابِه الضئيلة التي سوف يُعاقَب و ينفقها على أشياء بلا قيمة ؟ ، كيف يمكننا أنْ نتخيل أن معظم المتهمين يفرون هاربين بحكم البراءة المُزيَّف من سلسلة الجرائم التي ارتكبوها بالفعل في حين يتعرض غيرهم للعذاب و الويلات في قضايا لا يعلمون عنها شيئاً ولم يقتربوا منها مطلقاً ؟ ، كيف نساعد على تفشي الظلم بتلك الطريقة الحقيرة الوحشية المنحطة ؟ ، كيف ننظر لأنفسنا في المرآة أنواجه أنفسنا بالحقيقة أم نتوارى عنها ونختبئ منها وكأننا نهرب منها ؟ ، كيف يمكن لهؤلاء القيام بتلك الأمور القاسية والأفعال المزرية في الغير دون أي لوم أو عتاب لذواتهم ؟ ، أَلَهُم الحق في نشر تلك القيم لمجرد امتلاكهم لمناصب عُليا أو أدوار ذات قيمة و تأثير في تسيير عجلة المجتمع و حل الكثير من طلاسم قضاياه المعقدة ؟ ، فمَنْ ينجرف مع هذا التيار البذئ إنما يبيع مبادئه و نزاهته وشرفه ولا بد له من عقوبة قاسية تُجرِّم تلك الأفعال المؤذية كحرمانه من ممارسة عمله لفترة محددة حتى لا يلجأ لمثل تلك الألاعيب مرة أخرى ، فالوصول لحل أي قضية ليس أمراً سهلاً البتة ولكنه يحتاج لدراسة و تقصي وبحث وتحريات دقيقة قد تأخذ وقتاً طويلاً و مجهوداً كبيراً لذا على الجميع الحفاظ على شرف المهنة بدلاً من طمس قيمتها و تضييع هيبتها وكذا الاتسام بالخُلُق العالي الرفيع الذي يساعدهم على حل تلك المسائل بشكل سليم دون أي اعوجاج أو طرق ملتوية في سبيل الحصول على المال فقط بغض النظر عن أبعاد القضية العميقة التي قد يعجزوا عن النظر فيها وتحليلها بدقة فتضيع منهم بلا قدرة على حلها و يُكْتَب عليهم الفشل لبقية حياتهم نتيجة سعيهم وراء أشياء واهية بلا قيمة ، فالسمعة الطيبة لأي إنسان يعمل مهنة شريفة هي أسمى الأمور التي تحافظ على مكانته في ذلك المجال الذي تعب و شقى و عانى كثيراً حتى وصل لتلك المكانة المرموقة به ، فذلك التلاعب قد يودي بحياته المهنية للهاوية بحيث ينساه الجميع ولا يتذكره أحد أو يلتجئ إليه في أي قضية كانت فلا بد من الحفاظ على اسمه حتى يظل شامخاً عالياً لامعاً مرفرفاً في سماء التألق و الرفعة والعزة و المجد بلا تراجع أو تخاذل تحياتي وتقديري لمعاليكم الساميه اسعد الله صباحكم بكل خير وسعادة يارب العالمين دمتم سالمين آمينين بفضل الله تعالى
ضمائر بعض الناس في اجازه مفتوحة.