الدكروري يكتب عن صاحب كتاب شمس المعارف الكبري
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن صاحب كتاب شمس المعارف الكبري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أهل العلم والعلماء والأدباء والشعراء، وأئمة الإسلام والمسلمين، والذي كان من بينهم الإمام أحمد بن علي بن يوسف البوني المالكي، وقيل أنه صوفي وكاتب جزائري، وقد ولد في مدينة بونة بالجزائر وعاش في مصر وتوفي بالقاهرة، وقيل أن كتبه كانت تستعمل حتى القرن الواحد والعشرين منهم كتاب سر الحكم، وكتاب شمس المعارف الكبرى، وقيل أنه قد انقسم العلماء في تعريفهم للبوني إلى فريقين، فمنهم من كفره وقال أنه ساحر، ومنهم من قال أنه ولي من أولياء الله، ويقول الشيخ محمد بن شمس الدين، بل أظن أن كل السحرة اليوم قد تربوا على كتابه شمس المعارف الكبرى، والكثير من الصوفية يرونه من أولياء الله الصالحين.
ذلك كما قال يوسف النبهاني عنه، أنه من كبار المشايخ ذوي الأنوار والأسرار، وممن أخذ عنه المرسي، فمن كراماته أنه كان مجاب الدعوة، وكان كثير الانقطاع والعبادة، وكان كثيرا ما يقول سيأتي رجل إسمه بدر، تهاب منه الأمة العباسية وكان كثير التهجد والصيام، ويمسك عن الطعام في أكثر أوقاته، ويؤثر العزلة على مخالطة الناس، ويخرج في أغلب الأحيان إلى جبل يسمى جبل ماكوض، على البحر شرقي تونس على يومين منها فيقيم به، ولم يكن له أولاد ولا أتباع لإعراضه عن ذلك، وقيل أنه لم يكن في زمنه ببلده أحسن منه خلقا ولا أكثر معرفة بعلم الحساب والحروف والفلك منه، حتى كان يقال له كندي الزمان، ويقال أن الحروف تخاطبه فيعلم منها منافعها ومضارها.
وقد تؤثر عنه أحوال عجيبة كطي الأرض في المشي أي كان من أهل الخطوة، والاختفاء عن الناس والاحتجاب عنهم، فساعة هو معك تراه وساعة يغيب عنك ويتوارى في الطريق فلا يظهر لك إلا بعد أسبوع وأكثر، وكان كثيرا ما يأتي بما يقترح عليه من الفواكه والخضروات في غير وقت أوانها، ويأتي إلى النساء الحوامل بهذه الفواكه والخضروات في غير حينه، ويقرع أبوابهن ليلا ونهارا، ويقول خذوا شهواتكن لعل الله ينفعنا بسببكن، ويقال أنه لقد كان هدا الولي الصالح زاهد في الدنيا ومن اباطرة الصوفية، وفي التراث الشعبي يروى انه كان في منطقة بين النيل والفرات عفاريت ماردة يزعجون ويمسون اهلها بالأذى فلم يستطيع أحد ردع سكان تلك المنطقة من العفاريت حتى جاء.
فتفل تفلة في تلك المنطقة فتوقف سكان المنطقة من الجن عن ازعاج سكانها من الانس، ويقال أيضا أنه توفي بتونس وضرحيه لا يزال إلى الآن.