نجوم لها تاريخ في عالم السينما تركوا علامة وبصفة في القلوب
كتب سمير الشرنوبي.
الفنان عبد الوارث عسر عبدالوارث عسر.٢٢ ابريل ١٩٨٢
وفاة الفنان الكبير عبد الوارث ، أحد عمالقة الفن ورواده الذين صنعوا مجدا خاصا في تاريخ الفن المصري، ساهمت ملامحه المصرية الأصيلة التي تجمع بين الهيبة والطيبة والحكمة، وتجاعيده وجهه التى تحمل خبرة الزمن في تجسيد مشاعر الأبوة بصدق حتى تقرب من روح المشاهد العربي
شيخ الفنانين، هكذا لُقب الفنان الكبير لدوره في اكتشاف أبرز عمالقة الفن في القرن العشرين منهم عماد حمدى، بالإضافة إلى دور المدرب البارع للعديد من فنانات جيل الأبيض والأسود أهمهم الفنانة القديرة سميرة أحمد وماجدة الخطيب وأمال فريد ونادية لطفى، وهو أيضا من اختار اسم شادية وأطلقه عليها.
استطاع عبدالوارث، أن يصنع بصمة في تاريخ السينما المصرية خلال فترة قصيرة، رغم التحاقه بالفن في عمر الـ40، عقب اتخاذه قراره الاستقالة من وظيفته الرسمية التي ساعده صديق والده الزعيم سعد زغلول في الالتحاق بوزارة المالية والعمل كاتب حسابات، إلى أن حبه للفن وشغفه بالكتابة دفعه لترك الوظيفة والتألق في الأعمال الفنية الخالدة حتى وصل مشواره السينمائي لأكثر من 300 فيلم
تم تصنيف أعمال عملاق الشاشة العربية ضمن قائمة افضل 100 فيلم فى السينما ومن أهم تلك الأعمال شباب امرأة، الوسادة الخالية، لا تبكى يا حبيب العمر، المرأة التى غلبت الشيطان، صراع فى الوادى، البؤساء، الاستاذة فاطمة
برع شيخ الممثلين ومعلمهم، في كتابة العديد من السيناريوهات الشهيرة مثل فيلمي سلامة وعايدة لأم كلثوم وشاركها في التمثيل
اتقن عبدالوارث عسر فن الإلقاء، وكتب كتابا بعنوان “فن الإلقاء” لا يزال حتى اليوم من أهم كتب تعليم التمثيل
حصل عبدالوارث عسر خلال مشواره الفني على العديد من الجوائز، منها أفضل سيناريو عن فيلم “جنون الحب”، كرمه الملك فاروق
وحصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية، ووسام الفنون، كما كرمته مصر بصدور طابع بريد بصورته واسمه.
وكشف الفنان محمد التاجي، حفيد عبد الوراث عسر، أن جده كان يلقي شعرا بأسلوب إلقاء مميز جدًا، وكان يستطيع أن يلقي بيتي شعر في نفس واحد، لافتًا إلى أن الرئيس الراحل محمد انور السادات حضر له إحدى الحفلات أثناء إلقائه للشعر
وأضاف الفنان محمد التاجي، أن جده عبد الوارث عسر سجل القرآن الكريم كاملًا بصوته قبل وفاته بشهرين.
ولد عسر فى حى الجمالية ﻷب يعمل محاميًا، وكان يهوى الفن منذ طفولته إضافة إلى حبه للقراءة وإتقانه اللغة العربية، حيث بدأ حياته فى الكتاتيب، وكان يحضر الصالونات الأدبية مع والده الشيخ على عسر، ويستمع لأحاديث أدباء وفنانين ومشايخ مصر، وحفظ القرآن وتعلم أحكام التجويد للقرآن الكريم، وهو ما منحه ملكة الكتابة والتأليف والإلقاء.
وتوفي عبد الوارث عسر اثر أزمة صحية، عقب رحيل زوجته، فأمر الرئيس الراحل أنور السادات بعلاجه على نفقة الدولة، حيث دخل في غيبوبة استمرت ثلاث سنوات حتى رحل عن عالمنا عام 1982