***(( حكاية صورة ))***
حكاية تيتانك
وليد حسين عمر
يحكى أن أول رحلة لسفينة تيتانيك عام ١٩١٢م كان عليها تقريبا ٢٢٢٣ شخصاً، تم إنقاذ ٧٠٦ شخص فقط، هذا يعنى أن ١٥١٧ شخصاً لقوا حتفهم.
ولكن فى أحداث الفيلم مات تقريباً أغلب الناس بسبب الغرق، بينما مات بطل الفيلم بعد ساعات، بسبب برودة الماء وليس الغرق. ودى تعتبر من أكبر الكوارث البحرية فى التاريخ ،
وأغلب من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأى نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم يغرقون، بالرغم من أن أغلبهم من النساء والأطفال، وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفيلم، هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق،
لكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل، وهو لصٌّ ومدمن خمر ولاعب قمار ؟ ولم تتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السنِّ، الذين ظهروا وهم يغرقون فى الفيلم؟ والجواب: إستطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حولهم وكأن لا وجود لهم!.
هكذا يتلاعب بنا الإعلام كل يوم، يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو الجهوية أو المنفعة المادية، وليس من زاوية الحق، سواء كان له أم عليه، الإعلام بكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار الساعة، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم فى مشارق الأرض ومغاربها، ترينا المشهد من زاويتها هى فقط، لكن الحقيقة شئ آخر .
وهكذا تم تشويه صورة وسمعة الدائن من قبل المدينين والمستفيدين من الحكومة لمصالح شخصية بإسلوب نتن باللعب على وتر المشاعر وقلب الحق الى باطل.
نصيحة متخدوش تاريخكم من الإعلام لأن مش كل اللى بيتقال حقائق وبطولاتهم مزيفة لزوم الحبكة الدرامية
اللهم أرنا الحق حقا وإرزقنا إتباعه .وأرنا الباطل باطل وإرزقنا إجتنابه .واللهم إحفظ مصر وشعبها وإجعلها كما تستحق أمة عظمى بين الأمم حكاية تيتانك