الدكروري يكتب عن التأييد من الله لرسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
هذا هو النبي المصطفي خير الخلق وحبيب الحق محمد صلي الله عليه وسلم صاحب الرسالة وصاحب الشفاعة يوم الدين فلقد كانت قريش تتحدث عما أنبأتهم به، وأذاعته بينهم مرضعته حليمة السعدية، حينَ عادت به صلي الله عليه وسلم إلى أهله، ولقد كانت حليمة السعدية تدرك أن هذا الطفل غير عادي وأنه ينطوي على سر يعلمه الله، وقد تكشفه الأيام، وما إن أخذت حليمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حتى در ثديها اللبن، فارتوى منه محمد صلى الله عليه وسلم وابنها الذي كان يبكي من الجوع لجفاف ثدي أمه، ثم امتلأ ضرع راحلتها باللبن بعد أن كانَ يابسا، فشبعت هي وزوجها، ثم أصبحت الراحلة نشيطة قوية، ولما وصلت ديارها أخصبت الأرض وأربعت.
فلا تحل أغنام حليمةَ إلا وتجد مرعا خصبا، فتشبع أغنامها حين تجوع أغنام قومها، وإن الله عز وجل مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وهذه معية عامه من الله سبحانه وتعالي لعباده المتقين والمحسنين، وأما المعية الخاصة فهي من نصيب مصطفانا وقائدنا ومعلمنا ومرشدنا وهادينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض الأنبياء، والأولياء، والصالحين وتكون هذه المعية بالنصر، والتأييد، والتوفيق، والمحبة، والإلهام، فالله تعالى ينصر أنبياءه، ويؤيد رسله، ويوفقهم لما فيه الخير، ويلهمهم أن يعملوا ما فيه الصلاح لهذه الأمم كلها والله سبحانه وتعالى أشار في القرآن الكريم إلى هذه الخصوصية في قوله تعالي ” لا تحزن إن الله معنا “
وعندما نصر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلي الله عليه وسلم وهو في غار ثور أيّده بجنود وقد قال ” وأيده بجنود لم تروها” وكلمة جنود هنا نكرة، والنكرة تفيد التعميم، ومعنى ذلك أن الجنود الربانيين يتعددون كثيراً ويتنوعون، فمن جند الله تعالى الملائكة الذين أرسلهم تأييدا للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى وفي غزوة حُنين، فقد كانوا يقاتلون معه صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه، حتى أنه صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه أمين الوحي جبريل عليه السلام بأنه يقاتل على النقع أي الغبار المتصاعد في أرض المعركة وعليه عمامة سوداء، وكذلك فإن من جنود الله تعالي هو الرعب، حيث يقذفه الله تعالى في قلوب الأعداء، فإذا تزلزلت قلوبهم وخافت فإنهم يضعفون ويجبنون أمام لقاء المؤمنين.
والنبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن بعض الخصائص التي خصّه الله عز وجل بها عن سائر الأنبياء يقول ” نصرت بالرعب” متفق عليه، فالرعب كان أحد الجنود الأقوياء الأشداء الذين دعم بهم الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكما أن من جملة الجند هي الرياح العاتية التي زلزل الله تعالى بها خيام الأحزاب من المشركين في غزوة الخندق، فجاءت الريح قوية خلعت خيامهم، وألقت قدورهم، فما كان منهم إلا أن انصرفوا خاسرين ذاهلين مما أصابهم من الرياح الشديدة، وإن معية الله سبحانه وتعالى يمكن أن ندركها جيدا من خلال هذه المواقف من خلال حياة نبي الله موسى عليه السلام وحياة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة عندما كان في الغار مع الصحابي الجليل أبي بكر الصديق وقال له صلى الله عليه وسلم ” لا تحزن إن الله معنا ”
الدكروري يكتب عن التأييد من الله لرسول الله