الصباح الثاني
ضحكت فبان منها لؤلؤ الأسنان
ذهب الظلام الى الصباح الثاني
تزحزح الخمار عن سنى البرق
وجناتها كما في نهر ماء قمران
تحدثت فسمعت لفظاً لامثيل
له سحرني وشنف مني الأذنان
حدقت فجرحت قلبي بمقلة
رأس السهام وطرفها سِيَّانِ
ترنمت فشادت حمائم قربها
وعصافير شدت على الأغصان
لم أرى غصنا قبل ذراعها فضة
يهتز طربا مع الكلمات والألحان
عربية يفتخر الجميع بأصلها
بدر التمام نورها زينة النسوان
خود تحيرت عند رؤية خدها
ترى نورها أعلى من النيران
((خود هن البنات العازبات ))
لولا نظرات عيونها التي تجذب
القلب لوقع في فتنة الشيطان
خلخالها يخفي الحنين وقرطها
يرتجف كما قلبي في الخفقان
صاغت من نور الأهلة أساوراً
لتحل محل اللؤلؤ والمرجان
بخمارها غسق تحته جواهر
شفق لاح وفي أكمامها الريحان
سبحان من صور جمالها والخد
كما عين الشمس لاتشبه الإنسان
أمر الهوى قلبي لابد من حبها
أطاعه نهيته أنا والعقل فعصاني
ياقلب دع قول الهوى لاتطعه رد
لو أنصفك العقل ماكان الذي كان
ذقت العذاب لبعدها وصحتي
وسقمي وهيامي بالهوى هوان
عبدالواحد الجاسم
الصباح الثاني