أخبار ومقالات دينية

عن سبب السعادة في الدارين

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن سبب السعادة في الدارين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسولهأما بعد فيا أيها الناس إن الخوف من الله من المقامات العلية، وهو من لوازم الإيمان، وكلما كان العبد أقرب إلى ربه، كان أشد له خشية ممن دونه، والخوف من الله هو سمة المؤمنين، وآية المتقين، والخوف من الله هو طريق للأمن في الآخرة، وهو سبب للسعادة في الدارين، والخوف من الله هو دليل على كمال الإيمان، وحُسن الإسلام وصفاء القلب وطهارة النفس، وإذا سكن الخوف من الله في القلب أحرق مواضع الشهوات فيه وطرد بهرج الدنيا عنه، وإن الخوف من الله هو أصل كل خير في الدنيا والآخرة.

وكل قلب ليس فيه خوف من الله، فهو قلب خرب، فيا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، فإن البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، فإن العبد الصالح إذا حضرته الوفاة ورأى البشرى بالنجاة أحب لقاء الله فيحب الله لقاءه، فهذا خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه في سكرات موته كان يقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها فعلمت أنه لا يختارنا وهذا بلال رضي الله عنه بينما كان يعتبر بعض أهله أن موته مصيبة وحزن كان يرد عليهم في سكرة موته بل وافرحتاه غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه، فهل تفكرت في يوم مصرعك وانتقالك، من سعة إلى ضيق.

وقد فارقت الصاحب والرفيق وهجرك الأخ والصديق وأخذت من فراشك وغطائك ولين لحافك، وغطوك بالتراب؟ فروي عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال”أول ما يبشر به المؤمن روح وريحان وجنة نعيم، وأول ما يبشر به المؤمن أن يقال له أبشر ولي الله برضاه والجنة قدمت خير مقدم، قد غفر الله لمن شيعك، واستجاب لمن استغفر لك وقبل ممن شهد لك، وما من ميت يوضع على سريرة فيخطى به ثلاث خطى إلا نادي بصوت يسمعه من يشاء الله، يا أخوتاه، ويا حملة نعشاه، لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا يلعبن بكم الزمان كما لعب بي، أترك ما تركت لذريتي، ولا يحملون عني خطيئتي، وأنتم تشيعوني ثم تتركوني، والجبار يخاصمني” فأنتم شهداء الله في أرضه من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة،

ومن أثنيتم عليه شرا و جبت له النار، وإنما تثنون على المرء حقا بعد موته وانقطاع أملكم منه فلا ترجونه ولا تخافونه فتجاملونه، والثناء بحسب البينة لا بالأمنية فمن أثنيتم عليه بكثرة ذكر الله وطاعته، وحسن معاملته لعباده وإحسانه إلى مستحقه، وكف الأذى عن ليس أهلا له فتلكم الشهادة بالجنة، ومن ذكرتموه بالغفلة عن الذكر وهجران المساجد، والعقوق وقطيعة الرحم والإساءة إلى الجيران وظلم الخلق والجشع وبذاءة اللسان فتلك شهادة له بالنار وثبت في مسند الإمام أحمد وغيره قول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا إلا قال الله تعالى قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون”.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار