المقالات

الكل اصبح يفتي

جريدة موطني

الكل اصبح يفتي
بقلم
عبا١دى عبدالباقى قناوى
أولا :-
المقدمة
بداية أتمنى من هواة القراءة السريعة أن يتكرموا بقراءة المقال بهدوء أو على الأقل لا يقرؤونه بالنيابة عن غيرهم…؟؟
أعتقد الآن أن بإمكان الجميع أن يفتوا ببعض القضايا الدينية دون أن تتحرك فيهم شعرة أو خوف مع أن الفتوى من أصعب الأمور في ديننا الإسلامي ولكن…
ثانيا :-
الفتوى بدون علم آفة تدمر المجتمع:-
التاريخ كما يقولون :-
يعيد نفسه،
فلا سبيل أبداً،
وأنا على يقين مما أقول،
والتجربة الواقعية منذ نحو قرن من الزمان تدل على أنه لا مجال إطلاقا ، لتحقيق نهضة إسلامية صحيحة ، ومن ورائها إقامة الدولة المسلمة إلا بتحقيق هذين الهدفين :-
١- التصفية:-
وهو كناية عن العلم الصحيح .
٢- التربية :-
وهو أن يكون الإنسان مربى على هذا العلم الصحيح على الكتاب والسنة .
نحن الآن في صحوة علمية ولسنا في صحوة تربوية ،
ولذلك نجد كثيرا من الأفراد من بعض الدعاة يستفاد منه العلم ،
لكن لا يستفاد منه الخلق،
لماذا ؟
لأنه هو نشأ نفسه على العلم ،
ولكنه لم يكن في بيئة صالحة ربي فيها منذ نعومة أظفاره.
فلذلك فهو يحيا ويعيش وهو يحمل الأخلاق التي ورثها من ذاك المجتمع الذي عاش فيه وولد فيه ،
وهو مجتمع بلا شك ليس مجتمعا إسلاميا ،
لكنه استطاع بشخصه أو بدلالة بعض أهل العلم أن ينحو منحى علميا صحيحا.
لكن هذا العلم ما ظهر أثره في خلقه وسلوكه وأعماله.
فهذه الظاهرة التي نحن الآن في صدد الكلام عنها
سببها هو :-
أولا:-
أننا لم ننضج علميا إلا أفرادا قليلين .
ثانيا :-
الأفراد أكثر من ذلك لم يربوا تربية إسلامية صحيحة.
ولذلك فتجد كثيرا من المبتدئين في طلب العلم ينصب نفسه رئيسا لجماعة أو لحزبٍ.
وهنا تأتي حكمة قديمة لتعبر عن أثر هذا الظهور ،
وهي التي تقول:-
(حب الظهور يقطع الظهور) .
فهذا أسبابه يعود إلى عدم التربية الصحيحة على هذا العلم الصحيح .
ثالثا :-
العلاج الوحيد :-
بأن يتقي هؤلاء المسلمون ربهم عز وجل.
وأن يعرفوا أنه ليس لكل من بدأ في طلب العلم أن يتصدر في الإفتاء في التحريم والتحليل.
وفي تصحيح الحديث و تضعيفه.
إلا بعد عمر طويل ،
يتمرس في هذا العمر على معرفة كيف يكون الإفتاء ؟
كيف يكون الاستنباط من الكتاب ومن السنة ؟.
الخلاصة :-
إن شريعة الإسلام قد أوجبت على كل مسلم أنّ يتقي الله عز وجل إذا تحدث عن الله أو تحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
واجب على كل مسلم أن يتحرى في كلامه ،
ليحل الحلال ويحرم الحرام ،
ويأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، ويحل الطيبات ويحرم الخبائث على نور و بصيرة بالدليل الصحيح .
أما إذا اعتاد الإنسان أن يطلق للسانه العنان فيتكلم فيما يعلم وفيما لا يعلم و يفتي فيما يحسن وفيما لا يحسن حسب عقله فإنه يأتي بالطامات العظيمات .
ويتكلم بالأمور المنكرات.
فيحل الحرام ويحرم الحلال.
و يأمر بالمنكر و ينهى عن المعروف. ويكون سببا لشق العصا وتفريق الكلمة وزرع العداوة والبغضاء بين المؤمنين .
و الدين قد أتمه الله و ارتضاه لنا . فإن أقسم هؤلاء جهد أيمانهم أنهم يريدون خدمة دين الله و هم يعملون بما لم يشرع الله فإنهم لا يكذبون إلا على أنفسهم .
نتمنى من الله التوفيق فى عرض هذا الأمر الذى من الأمر بماكنة.
وأن يصل الغرض والمقصد إلى الجميع.
والله المستعان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار