“القدسُ عاصمةُ الروح”
القدسُ قد هاجَ الفؤادَ وموئلُهْ
وفي الروحِ جرحٌ ما استطاعَ تحمُّلُهْ
مدينةُ ربِّ العرشِ طُهرًا ومَجدَنا
لها العينُ تبكي والمآقي تُهمِلُهْ
إلى اللهِ أشكو ما أصابَ حبيبَتي
وما نالَها ظلمُ الأعادي وأثقلُهْ
تئنُّ المآذنُ من قيودٍ أليمةٍ
وينعى الكنائسَ جرسُها حينَ يُعزَلُهْ
أيا قدسُ يا روحَ الزمانِ ومنبعًا
لأسرارِ وحيٍ، والرسالاتُ أوّلُهْ
ستبقينَ حُرَّةً رغمَ كيدِ مغولِهمْ
ورغمَ صُروحٍ قامَ بالزورِ هيكلُهْ
على أرضِكِ استُشهدَ الأبرارُ سادةً
فجاءت دماءُ الطهرِ تعلو وتُجمِلُهْ
لنا فيكِ قرآنٌ تردّدُ آيَهُ
لنا فيكِ إسراءُ النبيِّ وأجملُهْ
لقد باركَ الرحمنُ فيكِ مكانةً
فأضحيتِ تاجًا، كلُّ قلبٍ يُقبِّلُهْ
إذا ما دعا المنبرُ فيكِ مُكبِّرًا
تردَّدَ في الأرجاءِ صوتٌ يُزلزِلُهْ
أرى فيكِ أحبابي وقد ذابَ صبرُهمْ
فهل من فتىً للقدسِ حقًّا يُحرِّرُهْ؟
أيا قدسُ صبراً إنّ وعدَكِ صادقٌ
سيأتي صباحٌ بالضياءِ يُكَمِّلُهْ
تجمَّعَ أحرارُ البلادِ لنُصرتي
وتكسِرُ قيدًا بالبطولاتِ أشبلُهْ
إذا أطبَقَ الليلُ الكثيفُ بسَوطِهِ
ففجرُكِ آتٍ، والضياءُ سيَشعلُهْ
سيكتبُ تاريخُ الخلودِ حكايةً
بأنّكِ في قلبِ العروبةِ أجملُهْ
على أرضِكِ المحرابُ يشدو بأمّةٍ
ستُبعَثُ يومًا، والمروءاتُ تحمِلُهْ
وإن خانَ بعضُ الناسِ عهدًا بجهلِهمْ
فإنَّ لنا وعدًا من اللهِ يُوصِلُهْ
فللهِ يا قدسُ الدموعُ وإنّنا
عزمنا بأن نبقى جيوشًا نُقاتِلُهْ
سنأتيكِ أفواجًا إذا حانَ موعدٌ
ونرسمُ بالنصرِ الطريقَ ونكملُهْ
أشرف ماهر ضلع
مصر
“القدسُ عاصمةُ الروح”
