أخبار ومقالات دينية

خضوع العبد لربه

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن خضوع العبد لربه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة، فهو رحمة وشريعته رحمة وسيرته رحمة، وسنته رحمة وصدق الله إذ يقول ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” حقا هو رحمة الله للناس أجمعين، عربهم وعجمهم، مؤمنهم وكافرهم، بل شملت رحمته صلى الله عليه وسلم العجماوات من الطير والحيوان، فكان رحمة لمن على الأرض جميعا، كما قال الله تعالى ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” وينطلق الهدي النبوي للرحمة بالحيوان في توازن يجمع بين منفعة الإنسان، وبين الرحمة والرفق، فيأمر برحمة الحيوان وعدم القسوة معه، ولا يتجاهل احتياجات الإنسان الغذائية والمعيشية التي تتطلب الانتفاع به.

ومن ثم فلا يسمح بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها، ولا يوافق على قول بعض جماعات الرفق بالحيوان المعاصرة التي تدعو إلى منع قتل الحيوانات بالكلية، تذرعا بالرفق معها وحماية حقوقها، ومن الرحمة بالحيوان والطير في هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترق إليه البشرية في أي وقت من الأوقات، ولا حتى في عصرنا الحاضر، الذي كثرت فيه الكتابات عن الرفق بالحيوان، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن السجود هو أعظم أركان الصلاة لأن العبد يخضع لربه، ويضع أشرف أعضائه.

وهو الجبهة والأنف في مواطئ الأقدام، ولذلك كان الساجد أقرب إلى ربه، حيث خضع له غاية الخضوع، وهو أحرى لقبول الدعاء، فاهتموا بشأنه، والركن السابع والثامن وهو الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين، لقول السيدة عائشةَ رضي الله عنها “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي قاعدا” رواه مسلم، والركن التاسع وهو الطمأنينة في جميع أفعال الصلاة، وهي السكون بقدر ما يأتي بالذكر الواجب، ويستقر كل عضو مكانه، فمن ترك الطمأنينة، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يصلى، ويسمى بالمسيء في صلاته، وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة، وقال له “صلى، فإنك لم تصلى” ورأى حذيفة رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فقال “ما صليت، ولو متّ؟

متّ على غير الفطرة، التي فطر الله عليها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم” وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم “أن نقر الصلاة من صفات المنافقين” فليتنبّه المسلم لذلك، وليحذر أن يصلي صورة وهو لا يصلي حقيقة، وأما عن الركن العاشر والحادي عشر، وهما التشهد الأخير وجلسته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا قعد أحدكم في صلاته، أى جلس للتشهد، فليقل التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أَن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله” متفق عليه.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار