أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن أكمل المؤمنين إيمانا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين، فإن حياته صلى الله عليه وسلم وحياة خلفائه الراشدين هي المذكرة التفسيرية والترجمة العلمية لنصوص الشريعة، ومن الخير أن تظل هذه السيرة بواقعيتها وصدقها محفوظة من تزيد الرواة ومبالغات النقلة التي ربما حولتها إلى ملحمة أسطورية تعتمد على الخوارق والمعجزات وبهذا يتخفف الناس من مقاربتها واتباعها ليكتفوا بقراءتها مع هزّ الرؤوس وسكب الدموع وقشعريرة البدن، وإن الآيات التي تأتي مع الأنبياء حق لكنها الاستثناء الذي يؤكد القاعدة والقاعدة هي الجريان مع السنن الكونية.

كما هي وكثيرون من المسلمين وربما من خاصتهم يستهويهم التأسي بالأحوال العملية الظاهرة في السلوك والعبادة وغيرها فيقتدون به صلى الله عليه وسلم في صلاته ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” وحجّه ” خذوا عني مناسككم ” وسنن اللباس والدخول والخروج، ولنعلم جميعا بأن الأخلاق الحسنة تزيد في الأعمار وتعمر الديار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار” وأيضا فإن الأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم” وفي حديث عمرو بن عبسة أنَه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أى الإيمان أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم” حسن الخلق” وإنه عندما بعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

فقد كانت من أول المهمات التي طلبت منه نشرها بين الناس هي الأخلاق الحميدة، لأن الأخلاق الحميدة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المرء حتى يستطيع أن يحيا حياة كريمة، بجانب أن الأخلاق الحميدة تزيد كفة الميزان يوم القيامة وزيادة الحسنات التي تمحو السيئات، لهذا فهي تعد عبادة من العبادات العظيمة وهي سبب من أسباب الدخول في الجنة، وإنه عندما يتحلى الإنسان بصفات كريمة مثل العفو والتسامح، فهو يجعل من نفسه إنسان نقي سوي، لديه القدرة على أن يتجاوز الإساءة، ولا تكون لديه رغبة في العقاب والانتقام، والعفو والتسامح القصد منهما السماح وقبول أعذار الآخرين، وذلك الأمر من شأنه أن يساهم في انتشار الأخلاق والقيم الطيبة، من ثم تقدم المجتمع ونهضته، وإن العفو والتسامح من دلالات القوة والعزة.

وإن الرسالة التي بعث بها النبى الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هي الإسلام وتعاليمه السمحة، التي تحمل في مضمونها الخير والوفير الذي شملت فضائله جميع أرجاء الكون، ورسالة الإسلام تقتضي أن تتحلي أمة الإسلام بكافة الصفات الخيرة الطيبة، والتي من بينها التسامح والعفو عند المقدرة والرحمة والعدل، والعديد من الصفات الطيبة والقيم الحميدة التي تساهم بشكل كبير في تأسيس الأمة وتربية ابنائها على منهج سليم، بالإضافة إلى العيش في حياة يسودها الأمان والسلام، لإن العفو والتسامح من الأعمال التي يحبها الله عز وجل، وله فضل وثواب عظيم وأجر كبير، حيث أن الإنسان الذي يعفو عن عباد الله فإن الله سبحانه وتعالى يعفو عنه، وقال الله عز وجل في كتابه العزيز “فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين”.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار