قمة للسلام وسط قصف لمستشفيات غزة هذه الأطفال بأي ذنب حُرِقت
بقلم : سميحة المناسترلي
عن أي سلام نتحدث هنا !، وسط قصف متواصل للمستشفيات ومجازر مستمرة راح ضحيتها مئات من الجرحى والمصابين، وتناثر لجثث أطفال متفحمة إثر قصف مستشفى “المعمداني” بغزة .. ما هذا الجنون ؟ أم هو استهبال وزريعة تم تفصيلها بهدف إستكمال تطبيق مؤامرة التقسيم على لوح الشطرنج بالمنطقة ! ، أم هى فرصة الحكومة الإسرائيلية للتهرب من التحقيقات التى قد تؤدي إلى الفضيحة، والسجن بتهم التكسب واستغلال المناصب .. وغير ذلك الكثير .
إن ما يحدث الآن يحدث ويتكرر منذ عقود !! ومصر والشعوب العربية دائما .. دائما ما تدفع الثمن، لقد فاض الكيل من المسكنات، والهدنات والإتفاقيات التى تخدم اسرائيل (أولاً وأخيراً) .. ! ليكن المؤتمر القادم الذى دعت إليه مصر هو نهاية لهذا الصراع، فلا نريد بعد ذلك مؤتمرات ومسكنات واستنزاف لطاقة مصر والمنطقة العربية، فلكل وقت رجاله وقراراته، وعلى مصر والسعودية وباقي الدول المتبقية والناجية من مذبحة الخريف العربي أن تتحرك في هذا التوقيت (المناسب جداً) حيث القيادات الواعية المدركة لأبعاد المؤامرة ومعطياتها والتصور الكامل لتداعيات المرحلة، فقد حان الوقت كي تضع (الحل الفاصل لهذه القضية التى طال اللغو فيها من جميع الأطراف) فالتاريخ لا يرحم .
يجب الإعتراف بالدولة الفلسطينية لتستلم مسئوليتها تجاه الشعب الفلسطيني كأي دولة تمتلك مقدراتها، حان الوقت أن لا تعامل فلسطين دائماَ برعاية أو كفالة دول أخرى فهو شعب ناضج بما يكفي لتولي مسئولياته، فهناك الطرف الإسرائيلى الذى لا يكف عن استنزاف دول عربية مقابل عدم قهر هذا الشعب الذى يعيش تحت يد من لا يرحم (انهم لا يرحمون أحد) انهم ملوك (الإبتزاز) .. !!.
إن اسرائيل لو أرادت بالفعل أن تنهي القضية فستنهيها فورا منذ زمن، ولكن كيف تنهي هذا الصراع بالتخلى عن – الدجاجة التى تبيض لها ذهبا – والتى من خلالها تستنزف قوى وأموال المنطقة، حيث تتوافق أهدافها مع الدول المتقدمة فى الرصد والتحرك داخل المنطقة وما حولها، بما يناسب توجهات ومصالح الدول الكبرى .. ! .
على اسرائيل والغرب أن يعلموا أن هناك سياسات يمكن تطبيقها خيرا من هذه المذابح المصنعة (هذا انطباعي الخاص) مع ما أراه من ردة فعل أكبر بكثير من الفعل نفسه، والدليل على وجود هذه السياسات الجديدة هو التواجد داخل دول عربية من خلال اتفاقيات تطبيع، ألا تحتسب هذه مكاسب قد أضيفت لإسرائيل، إن الإعلام سواء المغيب أو الراصد الحقيقي لم يترك كروت مغلقة، لذلك فإن الأوان قد آن لوضع نقط على الحروف، والوصول لحلول تنهي هذا الإبتزاز، ونرجع حق الشعب الفلسطيني .
لقد سئمت الشعوب العربية هذه المواقف وعلى الجميع اتخاذ قرار ملزم لجميع الأطراف، ويكفى ما تعانيه مصر من ضغوط (مفتعلة) وحروب وصراعات على الحدود للأسف ذهب ضحيتها أعداد تماثل ضحايا القضية الفلسطينية منذ بدايتها بل وأزيد سواء بالسودان الشقيق أو ليبيا وغيرهم من ضحايا الطمع وممارسات العنف، والتوحش و بث الفتن بالمنطقة .
أن وقت ايقاف الصراعات ونزيف الدماء بالمنطقة وإلا ستكون شرارة بدء في كوارث لا يحمد عقباها وكفى ما يحدث من صراعات على الجانب الآخر بالحرب الروسية الأوكرانية .. حان وقت تحكيم العقل والتمهل في اتخاذ القرارات لصالح البشرية .. تحيا مصر وعاش الوطن وحفظ الله العالم من الجنون السلطوي المدمر .