ماذا تريدون من مصر
بقلم الكاتب / محمد خفاجي
حكومة مصر و الرئاسة و قيادات صناع القرار في بلادنا لهم ما لهم و عليهم ما عليهم و لا نحسبهم إلا أفضل من غيرهم في بلدان شتى تجاه نكبة فلسطين عامة و ما يجري في غزة خاصة ، لا تمتعض يا قارئي قبل أن تفهم ما نحن عليه و فيما هو اجتهادانا ، انبعثت شمس 2020 بأشعة الأزمة الاقتصادية و إشعاعاتها المدمرة لمدخرات أرباب الأسر و ربات البيوت في كل دول العالم و فيما بينها مصر ، اشتعلت فوهات براكين التغيير المناخي على العالم بأسره بين زلازل و فيضانات و أعاصير و ارتفاع الحرارة و زيادة البرودة فاستعصى العمل و تقلص الإنتاج بكل دول العالم و فيما بينها مصر ، طغى الدولار و تجبر على دول العالم الثالث فصار يضرب بيد الإحتياج كل مسؤول و مسؤولية و كل راعٍ و رعية بكل دول العالم و فيما بينها مصر ، عانت دول كثيرة جراء الإرهاب المتصدر لها من جهات خفية يستوجهونك بالتحيات و البسمات و يستظهرونك بالتفجيرات و التدميرات و الرصاصات و فيما بينها مصر ، استعرت أزمة الغلاء و الأسعار على 90% من دول العالم ففتكت باقتصاد البلدان و إحتياطيها الأجنبي و فيما بينها مصر ، تفتت جيوش الربيع العربي بين منطوٍ على ذاته و بين منقسم على نفسه و بين قاهرٍ لذويه و أهله و بين مجاهد للفتن و الدسائس و الأزمات ما عدا جيش مصر ، و هنا نقطة و سطر جديد
جيش مصر هو الوحيد الذي حافظ على من تبقى من بلاد الثورات الخلاقة للفوضى ، جيش مصر هو من حافظ على توازن تلك المنطقة من العالم من اختلال توازنها و وقوعها للإحتلال و التنكيل و الرق و المذله ، جيش مصر هو الذي وقف بوجه أمريكا رافضا خروج ذويها من معبر رفح قبل دخول المساعدات و الإغاثة لأهل غزه ، جيش مصر هو الحصان الأصيل الذي لم يُصرم ظهره حتى الآن و هو يجري بكم جميعا صوب الحرية كلما أتيحت له الفرصة و سنحت له الظروف ، مصر هي الدولة الوحيدة التي تقول لا بملئ الفم في وجه كل غاشم و طاغٍ و مراوغ و بحر البقر خير مثال على رد الحق و الكيل بمكيالين لدحر العدو و سحقه دون الاستعانة بأحد و إن كان العارضون لمد العون حينها كثيرين ، مصر الأم الحنون و الأب الصبور و الجلدة بين عيونكم حتى و لو تنكرتم لها و اسألوا التاريخ من قبل و من بعد
يا بني إسرائيل أو من بقى منكم تلك الأرض ليست أرضكم و إن نسبتم الأرض لأبيكم إسحاق فجدّه إسماعيل أبا العرب جميعهم بالأرض أولى ، و إن جلبتم مدلولكم من المكذوب في الزبور أو المحرَّف بأيديكم من التوراة و صفر التكوين فما ورد في الإنجيل و رسائل يوحنا و في القرآن العظيم أعمق و أدق و أصدق ، و إن حللتم الدم الحرام بقصد الأمان و الدفاع و الحرص فأهل الأرض بالدم و الأمان و الدفاع و الحرص أحق ، و إن وقفتم اليوم بسند و عون المخلوق الماكر فسند الخالق و عونه و مكره أشد و أبقى ، و تذكروا و التاريخ يعيد نفسه أنكم في يوم ما ليس ببعيد سوف تلجأون لمصر و تطلبون قرار مصر و وقفة مصر و كلمة مصر لكي تنجيكم مما أنتم غامسون به أنفسكم بعدما أخذتكم العزة بالإثم فحسبكم جهنم و لبئس المصير
يا عزيزي القاريء أو المستمع أنت و أنا و البقية نجهل تمام الجهل لما يدور بين أروقة المخابرات و لا علم لنا بما يجري في دهاليز الحكومات و السلطات و نفتقر تمام الإفتقار للأصوب من الحلول أو للأقرب في تنفيذها ، أجل يا عزيزي نحن في جهالة تامة لما تنتويه حكوماتنا و أي القرارات سوف يصدر ، فلا تضرب بالغيب و لا تحمل نفسك وزراً لذنبٍ يعلم الله أن مصر و شعبها و جيشها و حكومتها و رئيسها منه براء ، لله دركِ يا مصر العلا ، اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك و لا أملك
محمد خفاجي