كلنا عايشين في فيلم.. البطل فيه دماغه هو!
بقلم – مصطفى بكر
بقينا نعيش في مشهد متكرر كل يوم، مشهد بطله “أنا”، وكل واحد شايف نفسه الأذكى والأصح والأفضل. النتيجة؟ نقد لا يتوقف، مشاحنات لا تنتهي، وغياب تام لفكرة إننا كلنا عندنا عيوب وأخطاء محتاجة إصلاح.
في الشارع، تجد سائقا يصرخ في وجه آخر لأنه تجاوز الإشارة، مع أنه هو نفسه ارتكب نفس المخالفة من أيام.
في البيت، الأب ينتقد ابنه لأنه لا يترك الهاتف من يده، بينما يقضي هو ساعات أمام التلفاز بلا انقطاع، والأم تشتكي من انشغال أولادها بالتابلت وهي تقضي معظم وقتها على مجموعات الواتساب.
في العمل، موظف يتهم زميله بالإهمال، بينما يقضي وقته مشتتا بين القهوة والموبايل.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فالقصة أوضح: تحولنا جميعا إلى خبراء في السياسة والاقتصاد والتربية وحتى الطب. نصدر الأحكام ونطلق الانتقادات وكأن الحقيقة ملك لنا وحدنا.
المشكلة ليست في النقد ذاته، فالنقد البناء أساس التطوير. لكن المشكلة أننا نمارسه بدافع الشعور بالتفوق لا بدافع الإصلاح. ننتقد غيرنا لكي نظهر أفضل، لا لكي نساعده أن يكون أفضل.
الحقيقة التي نهرب منها أن لا أحد معصوم من الخطأ، وأن كل من يوجه إصبع الاتهام لغيره عليه أن يتذكر أن ثلاثة أصابع أخرى تشير نحوه.
إذا كنا نريد أن ننجح كأفراد وكجماعة، فلابد أن نغير السيناريو:
• نسمع قبل أن نحكم.
• نحترم الكبير لأنه خبرة وعطاء.
• نرحم الصغير لأنه مستقبل وأمل.
• ونتواضع في عقولنا وآرائنا، لأن الحقيقة لا يملكها فرد واحد.
البلد لن تبنى بدماغ واحدة، لكنها تحتاج لعقول كثيرة تكمل بعضها بدل أن تلغي بعضها. النجاح الحقيقي لن يأتي إلا عندما نكف عن انتقاد بعضنا لمجرد الانتقاد، ونبدأ بإصلاح أنفسنا أولا.
ولعل السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا:
هل نحن بالفعل أبطال الفيلم.. أم مجرد ممثلين ثانويين في مشهد متكرر لن ينتهي إلا إذا تعلمنا أن نكون فريقا واحدا؟
كلنا عايشين في فيلم.. البطل فيه دماغه هو!
بقلم – مصطفى بكر