ادب وثقافة

إضحك كي لا يشمت بك الناس..

جريدة موطني

إضحك كي لا يشمت بك الناس..

هذا ما كانت تقوله لي أمي رحمها الله في كل مرة أردت فيها البكاء ..

كان ذلك منذ زمن قديم أي عندما لم نصبح بعد في زمن العولمة والاحتباس الحراري .. وقبل أن يصبح لدي حساب على فايسبوك .. وقبل أن يمحى حرف ((الهاء))من مفاتيح آلة الطابعه التي أستخدمها . وحتى عندما كانت الغيوم تمر دون أن تمطر .. كنت أرفع رأسي نحو السماء .. وأضحك كثيرا أيضا …

لم أسرق صافرات البوليس كي أهديها إلى الأطفال كما كنت أحلم ..
ولم أقلب الصفحة في كتاب ابن خلدون ..
ولم أهتد بعد إلى النجم الصغير الذي أضعته عندما كنت صغيرا…
لكنني أضحك ..
أضحك كلما فشلت في طرد الذباب عن مخيلتي كي أكتب قصيدة عاطفية أو وصف للجميله …
وكلما أخطأت في رسم الهمزة .. وكلما اكتشفت شيبة جديدة في شعري ..

أضحك في الشوارع والمقاهي وعلى الهاتف وفي نوافذ الدردشة وفي كل مكان
أضحك كي أسخر من الحزن ..
وهجر صديقتي لي ..
والغدر الذي يمارسة البعض في لعبه اسمها الحب .!!!
ومن غلق الماسنجر من البعض …
وعدم الرد من الجميلات على رسائلي …و …..و …و..الخ

أضحك بصوت مرتفع في العادة ..
أضحك إلى أن يجف ريقي .. وتتيبس شفتاي ….

عندها أقفز داخل فايسبوك .. وأنتظر حتى يدخل كل العالم اون لاين ..
فقط من أجل أن أضغط على حرف الهاء..
وأكتب : هههههههههههههههههه كي اعوض حرف الهاء الذي ضاع من عمري سنين ولا زلت أبحث عنه …

عبدالواحد الجاسم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار