شتاتُ عاشق .
جمَِعوا من أحرفي العذراءَ ذِكرى
وانثُروا حرفي إذا مرَّت حياءَا .
واترِكوا في معبرِ النّسم اشتِياقي
ربّما ينقُل تعاويذي خفاءَا .
كنتُ أدنو كلَّ فجرٍ قربَ مجرى
النَّهرِ أُلقي في سواقيهِ دُعاءا .
سائِلاً ربّي أيا وجهَ الجلالة
لستُ ممّن يبتغي الدنيا دهاءا .
فاستعيروا من رذاذِ الدّمعِ ماءً
سقيُ دمع ِ العينِ للبلوى دواءا .
أخبِروها أنَّني مُذْ فارَقتني
لم يفارِقني الأسى أَسهو عياءَا .
أخبِروها أنّني ما عُدتُ أُشْفى
هلْ تُراها تُعطِني منها دواءا .
أم تُراها جمَّعتْ من علوِ جِرفٍ
بعضَ زهرِ الشّوق ِ تُلقيهِمْ شِفاءَا .
فاترِكوا بعضَ الأماني عندَ ذاكَ
الجِرف حتى أشتهي منهم غُثاءَا .
نحلةً تحنو على زهر ٍ منيعٍ
تنتَقي من حلوِ أصفاها غِذاءا .
تنتظر من موسمٍ يمضي سريعاً
فتَّشتْ عن أكثرِ الزَّهر ِ ارتِواءَا .
بعدَ سَعي في البراري بعد خوفٍ
كم تلطَّتْ تحتِ غصنٍ إحتِماءا .
لم تكِلْ أمراً لغيرِ اللّهِ حتّى
ترتضي رزقاً من الزَّهر اكتِفاءَا .
هلْ أنا مثلُ التي للزّهر تدنو
كم هوَت في الريحِ أو تاهتْ عناءا .
هكذا العشَّاقُ غرقى دونَ مَوجٍ
رغمَ بعضِ المدِّ يطبِقُ إحتواءا .
شعر مهدي خليل البزال .
ديوان الملائكة .
4/2/2024.