شريط الاخبار

أهمية الرحلة الأرضية السماوية

جريدة موطني

أهمية الرحلة الأرضية السماوية

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

 

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وسبحانه أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد لقد حارت الفهوم، واختلفت بعض العقول في رحلة الإسراء والمعراج، فزعم البعض أنها كانت بالروح فقط، أو كانت مناما، لكن الذي عليه جمهور المسلمين من السلف والخلف أنها كانت بالجسد والروح، قال ابن حجر في فتح الباري إن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة، في اليقظة بجسده وروحه صلى الله عليه وسلم، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل.

 

وقال ابن القيم ” أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبا على البراق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك وصلى بالأنبياء إماما وربط البراق بحلقة باب المسجد، ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، وقال الطبري ولا معنى لقول من قال أسري بروحه دون جسده لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون دليلا على نبوته، ولا حجة له على رسالته، ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك كانوا يدفعون به عن صدقه فيه، إذ لم يكن منكرا عندهم ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة، فكيف ما هو مسيرة شهر أو أقل.

 

وقال الشنقيطي في في شأن إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم “فاعلم أن هذا الإسراء به صلى الله عليه وسلم المذكور في هذه الآية الكريمة، زعم بعض أهل العلم أنه بروحه صلى الله عليه وسلم دون جسده، زاعما أنه في المنام لا اليقظة، لأن رؤيا الأنبياء وحي وزعم بعضهم أن الإسراء بالجسد، والمعراج بالروح دون الجسد، ولكن ظاهر القرآن يدل على أنه بروحه وجسده صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما لأنه قال تعالي ” بعبده ” والعبد عبارة عن مجموع الروح والجسد ولأنه قال تعالي ” سبحان ” والتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام، فلو كان مناما لم يكن له كبير شأن حتى يتعجب منه” ومن خلال معجزة ورحلة الإسراء والمعراج المباركة تأكدت أهمية الصلاة ومنزلتها في الإسلام، فللصلاة منزلتها الكبيرة، ومكانتها العظيمة.

 

ومما زادها أهمية وفضلا أن الله عز وجل فرضها في ليلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة على رسوله صلى الله عليه وسلم مباشرة ودون واسطة، وفي هذا إعتناء بها، وزيادة تشريف لها ولذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم في المحافظة عليها، وأمر بالقيام بها في السفر والحضر، والأمن والخوف، والصحة والمرض، وأصبحت قرة عينه صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وجعلت قرة عيني في الصلاة” رواه النسائي، وكان عليه الصلاة والسلام إذا أهمه أمر وشغله بادر إلى الصلاة، فعن حذيفة رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى” رواه أبو داود ومعني حزبه أمر أي نزل به واشتد.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار