الدكروري يكتب عن منهج الله وتنشأة النفوس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 12 فبراير
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن من التربية الايمانية هو الأمر بالصلاة حيث قال الله تعالى ” وأمر أهلك بالصلاة ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع” فمن حق الولد على والديه الأمر بالصلاة أن يأمراه بالصلاة في مواقيتها، وقال العلماء يجب على الوالد وعلى الوالدة أن يعلما الولد كيفية الوضوء وكيفية الطهارة، واستقبال القبلة وصفة الصلاة والهدي.
الذي ينبغي أن تؤدي به هذه العبادة، واعلم أخي المسلم أنك ما علمت ابنك الوضوء فصب الماء على جسده إلا كان لك مثل أجره ولا حفظته الفاتحة أو شيء من كتاب الله فلفظ لسانه بحرف مما علمته إلا كنت شريكا له في الأجر حتى يتوفاه الله عز وجل ولو علم ذريته فأنت شريك له في الأجر فمن دعا إلى الهدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيئا وما علمته الصلاة فقام في ظلمة ليل أو ضياء نهار بين يدي الله إلا أجرت على قيامه وكان لك مثل أجره وثوابه، فخير كثير وفضل عظيم يتاجر فيه الوالد مع الله عز وجل وما قيمة الأولاد إذا لم يقاموا على طاعة الله عز وجل ويقاموا على منهج الله وتنشأ تلك النفوس على محبة الله ومرضاة الله والقيام بحقوق الله فلا خير في الولد إذا تنكر لحق الله تعالي.
وإذا ضيع الولد حق الله فسيضيع حقوق من سواه ممن باب أولى وأحرى، فينشأه على اقامة الصلاة ويعوده إنه إذا أذن المؤذن ينطلق إلى بيت الله عز وجل عامره بذكره ولذلك أمر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم للصلاة لسبع عند نعومة الصبي وصغر سنه حتى إذا كبر ألف ذلك الشيء واعتاده، وكما أن من حقوق الأطفال علي الآباء هو اللعب معهم وقد أورد علماء الحديث نصوصا كثيرة في كتبهم تحت عنوان استحباب التصابي مع الولد وملاعبته، تفيد أن اللعب مع الأطفال من الأمور المستحبة في الشريعة الإسلامية، وقد أقرت اتفاقية حقوق الطفل حق الطفل في اللعب، وهو الحق الذي سبق أن أقرته الشريعة الإسلامية منذ وقت طويل للطفل، فالمادة واحد وثلاثون من الإتفاقية تنص على.
“تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ، ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام المناسبة لسنه والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية وفي الفنون” إذا نجد أن الإسلام قبل غيره اهتم بهذا الجانب في حياة الطفل، وحسبنا حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت “كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي” وتوضح السيدة عائشة رضي الله عنها، ذلك الجانب في شخصية الصغير في حديث رؤيتها الحبشة وهم يلعبون والرسول صلى الله عليه وسلم يسترها بردائه بقولها “فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو”.