إنَّ العيونَ
إنَّ العيونَ إذا جَنَتْ
جاءت بالجراحِ على الجراحِ.
وإن شكوت من ظلمِ ألحاظها
زادَت وتمادَت بغيرِ ما راحِ.
حتى إذا ناري خَمَدَت
رأيتُ دمي سارياً كالوشاحِ
فأشربها كأساً من مرارةٍ
ممزوجةً بريقِ ثغرٍ كنور الصباحِ.
رقصَت وتمايلت قسَماتُها
وتداوَلَت منها الراح بالرَّاحِ.
وكأنَّ المنون أجمعَت أمرها
فأردتني بغير ما ذنبٍ ولا جُناحِ.
مكفهرَّة على النوائب نفسي
على ابن الهموم من ظلمٍ وسِفاحِ.
تخلطُ ما بين بريءٍ وذي ذنبٍ
وتكتمُ الحقَّ حينَ إفصاحِ.
يا هاجراً فؤادي بغير ما عِلَّةٍ
إن كان الهجران مخافةَ ألسنٍ
فما ذنب أجسادٍ غدَت بلا أرواحِ ؟
د.أنور مغنية 2024 02 13