الدكروري يكتب عن حكم تذوق الطعام أثناء الصيام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 4 مارس 2024
الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد عباد الله، اتقوا الله فها نحن على أعتاب شهر الخير والغفران، شهر فيه من البركات أن أنزل المولى فيه القرآن الكريم رحمة، وهدى للناس أجمعين، إنه شهر رمضان المبارك ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وأما عن حكم تذوق الطعام أثناء الصيام؟ فإنه يكره تذوق الطعام أثناء الصيام، ويبطل الصوم إن وصل شيء من الطعام إلى الجوف.
وما حكم وضع لاصق يمنع الشعور بالجوع أو لاصق للإقلاع عن التدخين أثناء الصيام؟ وهو أن الصيام عبادة عظيمة، وركن من أركان الإسلام، ولو علمت الأمة ما فى رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان، وقد أعد الله تعالى للصائمين الأجر العظيم، علما بأن من تسحر على السنة وأفطر على السنة لا تدركه مشقة عظيمة، ولا داعى لوضع هذا اللاصق لكنه لا يفطر لأن هذا اللاصق غير مغذى ولا يدخل الجوف من منفذ مفتوح، وكذلك فهل يعد التدخين من المفطرات؟ وهو أن الدخان من المفطرات لأن ذرات الدخان تدخل عمدا إلى الرئة وهي من الجوف، وكذلك ما حكم السباحة للصائم؟ فإنها تكره السباحة للصائم لأنه يخشى دخول الماء إلى الجوف عن طريق الأنف أو الأذن أو الفم، وعندها يفطر، ورمضان شهر التسبيح وليس السباحة.
وأيضا ما حكم بلع الريق للصائم؟ وهو أنه يجوز للصائم أن يبتلع ريقه لأن في الاحتراز عنه مشقة، وتنطع فى الدين، وقد نهينا عن التنطع، ورفع الله عنا المشقة والحرج، ولكن هل يفطر من جمع ريقه فابتلعه؟ فإنه لا يفطر من جمع ريقه ثم ابتلعه، لكن هذا عبث لا معنى له، وأيضا هل يبطل صوم من استعمل دواء الغرغرة؟ فهو إذا نزل الدواء إلى جوفه أفطر، وإذا لم ينزل لم يفطر، لذا ينبغي الاحتراز عنه في نهار رمضان، وأيضا ما حكم ابتلاع النخامة للصائم؟ وهو إذا تعمد الصائم ابتلاع النخامة أفطر لأن من الممكن الاحتراز عنها، وإذا غلبته لم يفطر، ثم هى قذر ينبغي التوقي عنه، وأيضا هل القيء في نهار رمضان يفطر؟ وهو من الأسباب المفطرات تعمّد القيء فمن تقيأ عمدا أفطر، وإن غلبه القيء لم يفطر إن لم يرجع شيء من القيء إلى الجوف، وإلا فيفطر.
لقول النبى صلى الله عليه وسلم “من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض” رواه البخارى، وكذلك لو احتاج إلى القيء للتداوى بإخبار طبيب، هل يجوز له التقايؤ، وهل يعد مفطرا؟ فإنه من احتاج إلى أن يتقيأ ففعل فلا إثم عليه، لكنه يعد مفطرا، وعليه إمساك بقية النهار إن استطاع، وأن يقضي ذلك اليوم، وأيضا هل التجشؤ يبطل الصوم؟ وهو أن التجشؤ لا يبطل الصوم، لكن إذا خرج من الجوف شيء يجب أن يلفظه وأن يتمضمض بعده ليطهر فمه، فإن عاد منه شيء إلى الجوف مع القدرة على لفظه أو بلع ريقه قبل غسل فمه فقد أفطر، وهل يؤثر إجراء عمليات التنظير في نهار رمضان على صحة الصيام؟ وهو إن إجراء عمليات التنظير في نهار رمضان سواء عن طريق الفم أو الأنف أو القبل أو الدبر يفسد الصيام، وعلى من أجريت له أن يمسك بقية اليوم لحرمة الشهر الفضيل، ويقضى ذلك اليوم بعد رمضان.