إبراهيم المحارب: حين يصعد التراث النجدي إلى مصاف البراندات العالمية
كتبت: نوال النجار
صوت مختلف في زحام العلامات التجارية
في زمنٍ يتسابق فيه العالم نحو الحداثة، وبين صخب العلامات التجارية التي تُهيمن على الأسواق والقصور والمتاحف، يبرز صوت مختلف… صوت يعتز بجذوره ويحوّلها إلى مشروع عالمي. إنه صوت المصمم والفنان والنحّات السعودي إبراهيم المحارب، الذي لم يكتفِ بالاحتفاء بالهوية النجدية، بل ارتقى بها لتصبح في مصاف العلامات الفاخرة، بجمال ومعنى لا يقل عن “غوتشي” أو “جيفنشي”، بل يعلو عليهما بعمقه ورسالته.
ليست زخرفة… بل رسالة
المحارب لا يرى في الزخارف النجدية مجرد نقوش جمالية، بل يعتبرها رسالة ثقافية وهوية قومية يجب أن تُقدَّم بأعلى معايير الحرفية والفن.
وحين يفتح قالبًا لإنتاج قطعة أثاث أو تحفة زخرفية، يتعامل معها كرمز لوطنٍ بأكمله، مُصرًا على الدقة والإتقان، وكأن كل عملٍ سيُصدَّر ليُعرّف العالم بصورة المملكة.
نحت يعانق الجذور ولوحات تنطق بالفخر
أعماله الفنية متنوعة:
نحتٌ يستلهم صلابة الأرض النجدية.
لوحات تدمج الخط العربي بروح الصحراء.
تصميمات معمارية وديكورات تتنفس أصالة التراث.
في كل عمل يضع المحارب بصمة لا تُشبه أحدًا، لا يستنسخ الغرب، ولا يحصر الماضي في ذاكرة، بل يعيد بناء التراث ليصبح جزءًا من المستقبل.
هوية لا تخجل من نفسها
أخطر ما قد يواجه أي أمة هو أن تخجل من هويتها أمام الحداثة المستوردة.
هنا يقف المحارب كـ حارس للفخر، مؤكدًا:
> “تراثكم لا يُخجلكم، بل هو مجدكم… لا تُزيّنوا بيوتكم بمنتجات غريبة، فأنتم تملكون ما يستحق أن يُصدر للعالم.”
ومن هذا الفكر، أبدع قطعًا فريدة:
فازات، مبخرات، كراسي، جدران محفورة، خطوط عربية، وأسقف طينية، جميعها مُتقنة بجودة تنافس العلامات العالمية، وتتفوق عليها بعمق الهوية.
من المحلية إلى الكونية
إبراهيم المحارب لا يصنع منتجات فنية فحسب، بل يحاول نقل الهوية النجدية إلى العالمية، كمدرسة تصميم متكاملة قابلة للتدريس والعرض والتطبيق في أرقى القصور الأوروبية، المتاحف العالمية، والفنادق الفاخرة من نيويورك إلى طوكيو.
ما بين الفن والنهضة
إبداع إبراهيم المحارب ليس مجرد ديكور، بل حضور ثقافي ورسالة فنية.
إنه مشروع نهضة يُعلن للعالم:
“لدينا تراث لا نخجل منه، بل نعتز به… ونصنع منه علامة عالمية تنافس القمم.”
إبراهيم المحارب: حين يصعد التراث النجدي إلى مصاف البراندات العالمية
كتبت: نوال النجار.