أنفع الأسباب لتقوية اليقين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر، فما سأله سائل فخاب، يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب، فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من إنفرد بالقهر والإستيلاء، وإستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله ثم أما بعد أيها المسلمون إن هناك وسائل وأسباب تساعد المؤمن على تقوية اليقين وثباته ومنها هو تدبر القرآن الكريم وبخاصة آيات توحيد الله تعالى وآيات عظمته، فإن معرفة الله عز وجل وتعظيمه في النفوس.
من أنفع الأسباب لتقوية اليقين ومنها أيضا هو مداومة قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمطالعة في سنته، ومعرفة أخباره صلى الله عليه وسلم الدالة على دعوته وشفقته على أمته وصبره وجهاده من أعظم ما يقوي اليقين ومنها أيضا قراءة نصوص الوعد والوعيد، الواردة في الكتاب والسنة والتأمل في أوصاف الجنة وأوصاف أهلها، وأوصاف النار أعاذنا الله منها وأوصاف أهلها، وقراءة وفهم ما يدل على ما في القبر من أهوال عظيمة ومنها أيضا القراءة فيما ثبت من قصص الأنبياء وأخبارهم، وبخاصة الآيات التي أيدوا بها من الله تعالى، ومنها المعجزات، وكذلك صبرهم وثباتهم في مواجهة أقوامهم كل ذلك يقوي اليقين ومنها أيضا معرفة أشراط الساعة، ما وقع منها وما لم يقع، وتكرار قراءة النصوص الدالة عليها وما تتضمنه من أهوال كالدجال.
ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ويأجوج ومأجوج والخسوف والدخان وطلوع الشمس من مغربها والدابة، والنار التي تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى محشرهم، وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله إن اليقين هو تصديق الأمر تصديقا مؤكدا، بحيث لا يطفو إلى الذهن ليناقش من جديد، بعد أن تكون قد علمته من مصادر تثق بصدق ما تبلغك به، أما عين اليقين فهي التي ترى الحدث فتتيقنه، أو هو أمر حقيقي يدخل إلى قلبك فتصدقه، وهكذا يكون لليقين مراحل أمر تصدقه تصديقا جازما فلا يطفو إلى الذهن ليناقش من جديد، وله مصادر علم ممن تثق بصدقه، أو إجماع من أناس لا يجتمعون على الكذب أبدا وهذا هو علم اليقين فإن رأيت الأمر بعينيك فهذا هو حق اليقين” وأهل اليقين هم أهل الإيمان وأهل التميز في الأقوال والأفعال ولهم صفات تتباين وتتمايز.
عن صفات باقي الناس فمن صفاتهم أنهم هم الذين يؤمنون بالغيب، حيث قال تعالي ” الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك علي هذي من ربهم وأولئك هم المفلحون ” فأهل اليقين يؤمنون بالبعث والجزاء والحساب والجنة والنار، لذا فإن الحياة بما فيها وبمن فيها تهون في أعينهم أمام مرضاة الله تعالى وإنتظار الجزاء الأوفى منه سبحانه وتعالي، ولقد تعلم الصحابة الكرام هذا اليقين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما أن من صفات أهل اليقين أنهم هم الذين يوقنون بأن الرزق بيد الله وحده، حيث أن من صفات أهل اليقين هو التيقن الكامل بأن الرزق ليس بيد أحد من البشر وإنما هو بيد الله تعالى وحده، حيث قال سبحانه في سورة الذاريات.
” وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ” لذا تجدهم ينفقون ويتصدقون ولا يخشون الفقر والإقلال ويعطون ويبذلون عن إيمان ويقين.