إفساد وإنتهاك المنافع العامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 25 مايو 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا شكل ولا صورة له ولا جسد ولا أعضاء له ولا حيز ولا مكان له ولا كمية ولا كيفية له ولا جوارح ولا أدوات له هو الله الخالق القادر المنزه عن صفات خلقه وهو القائل عن نفسه عز وجل “ليس كمثله شىء وهو السميع البصير” وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيّا من أنبيائه، فالصلاة والسلام عليك سيدي يا علم الهدى يا رسول الله أنت طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها.
فاللهم صلي وسلم وبارك وأعظم على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ثم أما بعد أمة الإسلام إن هناك ظاهرة في مجتمعنا لا تتناسب مع عظمة هذه الأمة الإسلامية وأخلاقها ولا مع تعاليم شريعتها، وقبل أن أتحدث عن تلكم الظاهرة أود أن أسأل سؤال وهو ما الأحب للإنسان أن يكون له خصم واحد أم خصوم كثر ؟ وبالطبع لا شك أن الجميع يقولون نتمنى أن لا يكون لنا خصوما البتة، أما وإن كان لا بد فخصم واحد خير من الجماعة، فأقول أحبتي حينما يأخذ أحدنا مال شخص أو يؤذيه فقد آذى شخصا واحدا وهذا ليس بالأمر الهين فإن الله تعالي يغفر ما بينك وبينه إلا حقوق العباد فإما أن تتسامح منهم.
وإما أن يأخذوها منك يوم القيامة، وأما من يتعرض لمال المسلمين العام أو منافعهم العامة فإن جميع الأمة خصماء له يوم القيامة، فهل أدركتم معي أحبتي خطورة الأمر، نعم قد يقول من يسرق من المال العام أو ليس كل أحد يقدر على ذلك إلا أن هناك تهاون كبير في الإساءة للمنافع العامة التي ينتفع بها جميع المسلمين على السواء فهي مشاعة كل من أراد أن يستفيد منها لايمنع منها ومثالها الطريق العام والحدائق العامة والظل النافع وهكذا، ومن صور إفساد وانتهاك المنافع العامة هو سلوكيات بعض الأشخاص أو الأسر ممن يذهبون للتنزه في الأماكن العامة والسياحية، ثم انظر بعد أن يغادروا المكان كيف يتركوه وقد انتن وتناثرت في جنابته نفاياتهم وبقايا طعامهم، حتى أحيانا لا يعد المكان صالحا لأن يتنزه فيه غيرهم.
بل لو جاءت نفس الأسرة للتنزه في نفس المكان لا تستطيع الجلوس فيه من آثار إفسادها السابق ومن الناس من يلقي بقاذوراته من شباك سيارته وهو يسير، وقد ينظر للأمر على أنه بسيط مجرد منديل، فنقول له نعم بسيط ولكن لو كان يعيش في البلد مليون شخص وكل واحد منهم رمى منديلا كم من منديل يكون في الشارع فبتكاثر ذلك السلوك تكثر النفايات في الشوارع وتحتاج إلى عمال وسيارات وأموال لتنظيف الشارع، ولو امتنع أولئك القوم عن ذلك السلوك المشين لما اتسخت الشوارع ولتم إستخدام تلك الأموال في أمور تعود بنفع أكبر على المجتمع، ومنهم مع الأسف من يتعمد الإفساد في الممتلكات العامة فتجده يأتي إلى جدار مدرسة أو جدار في أماكن سياحية عامة فيكتب عليها فيسيء إلى منظرها بعد أن كانت جميلة، وقد يكتب كلاما يخدش الحياء، وكم نشاهد اليوم في بعض المنشآت الحكومية من إفساد متعمد.
إفساد وإنتهاك المنافع العامة