أنتظر يومي الأثير
بقلم الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية
حنان فاروق العجمي
يا أنت…
أتظن أنكَ ثَبَرتني
كلا وربي قد حرَّرتَني
بالسعادة غَمَرتني
رغم أنكَ بعتَني
ومن أعلى قمَّة كَكُرةٍ قَذفتني
نعم بخيوطٍ مسمومة قَيَّدتني
لكني رغماً عنكَ أتَدَلَّى
أتأرجح يميناً ويساراً
أتَنَفَّسُ عِطرَ النقاءِ
قد أيقَظتَني قد أيقَظتَني
أفاقت روحي من سُباتها العميق من طعنتي
رغم جُرحي الغائر رغم غصتي
رغم قضبان ترتديها حياتي
رغم انهياري رغم احتضاري
رغم عزفِكَ على أوتار مماتي
ما زالت أهدابي تفتح عيون رُفاتي
بعض منِّي يُعزِّيني
لا يقرأ دموعي لا يعترفُ بأنَّاتي
قد تَعَلَّمَ قد أتقَنَ ابتساماتي
تلكَ التي تُغضِبُكَ وتَدُقُّ طبولَ انتصاراتي
رغم مُرّّ أسبحُ فيه بفضاءاتي
رغم نعيق حروف مدادي وصراخِ عبراتي
وسرِقَة الماضي وذكرياتي
وبكاءِ حاضري وضياعِ سنواتي
أنتظر يومي الأثير هذا الذي يُراوِدُني
ويُغازلُ تَرَدُّداتِ خيالاتي
يُغَذِّيها يُشبِعُها برؤية نَدَمِكَ وسكونِ آهاتي
يا أنت يا كتاب العزيفِ لا تَقرَب صفحاتي
بيضاءَ هي تركع وتسجدُ فيها صلواتي
لا تُدَنِّس صفاءَ أقطابي
سطوَتُكَ التي تَدَّعي أهلَكَها السَّير بأقطاري
الشقاء مصير فؤادِك العاري
بدوني أصبح كتلة لحميَّة
تخجل من سوأتِها تتوارى
خلف جدران القوة تبحث عن غطاء الثَّرى
عن كساءٍ قد اغتسل بأحداقي
يُلبِسها ثوب الطُّهرِ يُنقِذُها من إعصاري
