إشتياق
.
كنتُ طيفا ، عابراً يبعُد ويدنو !
كلّما قربتَهُ ازدَدتُ انبِثاقا .
أمْ هواءا ، بعثَرَ الأشياءَ حولَه
زوبَعة من شمَّها زادَ اختِناقا .
أرتوي من دمعةٍ سالت بعينِ
المُغرمِ المجنون ِ صبغاً وازرقاقا .
ما سقيتُ الزّهر َ فيها مرَّة إلاَّ
تحَمَّرَ الفجرُ منها واستَفاقا .
كنتُ كالوَهجِ الذّي في خيطِ شمعة
كلَّما أحرَقتِهِ دابَ احتِراقا .
سهمُ حبٍّ فوقَ نعشِ القلبِ أدهى
يستَرِقْ سمعاً لذا اشتَدَّ اختراقا .
هلْ نفَختي في الأماني والخفايا
أمْ دعوتِ اللهَ أبقاكِ اشتياقا .
مرَّ دهرٌ غامِضٌ في أُحجِياتي
عَوذَةً مدفونةً فيها انبِثاقا .
في شعاعٍ الشَّمسِ تخفي ألفَ قصّة
مع بزوغِ الصُّبحِ تُلقيها بُراقا .
مُلحِدٌ من قالَ ليسَ الحبُّ دينٌ
هلْ ترى أجوافنا دُسَّت نِفاقا .
ضخَّت ِ الآثامُ فينا ألفَ همٍّ
والأسى من بُعدنا ازداد افتراقا.
لو فتحتمْ جوفَ مهمومٍ محبٍّ
لاعتذرتُم إنَّ في الجوفِ اشتياقا .
قصيدة اشتياق .
شعر مهدي خليل البزال .
ديوان الملائكة.
الرقم الإتحادي 2016/037.
11/6/2024.