الديمقراطية هي مستقبل تونس
بقلم د/ ليلى الهمامي
بقطع النظر عن متاعب الترشح للانتخابات الرئاسية، الجوانب الاجرائية والعملية والتطبيقية وتجميع التزكيات واقناع الناس والاتصال والتنقل وكل ما يتبع ذلك …. المسالة ليست هينة وليست يسيرة وليست في متناول الجميع على الاقل بالنسبة لمن لا يمتلك غير ارادته الخاصة والشخصية وعزمه على التغيير من اجل الصالح العام.
اردت ان اكون ايجابية في علاقة بهذه المسؤولية، الترشح مسؤولية ليس في متناول الجميع …
لماذا اقول بانه ليس في متناول الجميع ؟
لان قرار الترشح يضعك في مواجهة اكراهات … إن لم اقل مخاطر وضغوطات لا تنحصر في هيئة او مؤسسة او جهة معينة ليست بالضرورة في السلطة فقط بل تجدها حتى في الشارع ،،، في الراي العام … هنالك جزر من التعصب جزر من التطرف التي تواجه كل محاولة تجديد وتسعى الى اقتلاع كل مبادرة لتقديم رؤية اخرى تصور اخر لتونس لمستقبلها لشبابها لشعبها في علاقة بمستجدات العالم وتحولات العصر
اذا مهما حاولوا تبخيص الترشح واعتباره كما ذهب الى ذلك البعض عملية غير جديه وان الحق يختزل في شخص سيدهم وملهمهم وإمامهم،
بالنسبة لي هذه محطة هامة ليعلم الجميع ان التعددية ممكنة وان التنوع من جوهر الهوية التونسية وان الاختلاف والتباين رحمة وان اختزال الحق في شخص او هيئة او تنظيم مهما كان هو تضييق لأفق رحب…
أريد أن أحيي كل من كانت له شجاعة الترشح لان الشجاعة في ظرفيات كالتي نعيشها امر ضروري وهام وتاريخي ، يجعلنا نطمئن على مستقبل تونس من كل المخاطر الداخلية والخارجية تجعلنا نثق بنخبة يمكن ان تتحمل مسؤوليتها عندما يقتضي الامر.
بقطع النظر عن النتائج والمآلات فان الانتخابات الرئاسية القادمة بهذه الوفرة من الترشحات تمثل في تقديري تاهيلا للراي العام من اجل ان يكون الحارس والمؤتمن الاول والاخير عن الحرية في تونس.
الديمقراطية هي مستقبل تونس قلت هذا واكرره : لا مستقبل لتونس خارج النظام الديمقراطي. لكن اجدد تاكيدي على ان حماية الديمقراطية لا يمكن ان تكون بالدساتير والنصوص والبرلمانات والحكومات الائتلافية وباوضاع التعدد بقدر ما تكون بحماية الشعب لحريته بمعنى ان الديمقراطية من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة من خلال الانتخابات التعددية ومن خلال سجالات الحملات الانتخابية ومن خلال التقييمات والنقد هي ما يشكل العرف والتقليد الذي يشرط لا وعي الشعب.
الديمقراطية تقاليد واعراف الديمقراطية هي ذلك الفعل التلقائي الذي يتصدى لكل محاولات التضييق ولكل محاولات الطمس للارادة الشعبية وبهذا يمكن للديمقراطية ان تنتصر.