أستودعُ الرُكبان
( البحر الكامل )
ولقد حُبيتِ من المَلاحةِ حُسنها
فيا سعادتهم بكِ العشَّاقُ
وحين جئتِ بثوبك المشقوقِ
لم ببقَ في وعيٍ لهُ مخلوقُ
وأنا مشيتُ إليك أنشدُ دارك
قلبي معي وتقودني الأشواقُ
وحملتُ ما ألقاهُ من ألم الهوى
فبكى اليراع وحنَّتِ الأوراقُ
أهل الهوى ودَّعتهم وبكيتهم
وكأن ليس لأدمعي أحداقُ
ليت الليالي طيفٌ يعودنا
ويداوي داء الهوى خفَّاقُ
يا مالك الفؤاد لا ذقتَ الهوى
أتجازي عن الفراقِ فراقُ
يبيتُ قلبي صابراً على النَّوى
وسميري دمعٌ جرى رَقراقُ
هل ناصفٌ والوصل مِنَّا ما دَنا
دهرٌ مضى وشوقيَ الحَرَّاقُ
استودعُ الركبان حين رحيلهم
ولا ينوب في الغياب رِفاقُ .
د.أنور مغنية 2024 08 13